144

شرح رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين

ژانرها

علوم حدیث
إخبار النبي ﷺ قرابته بصلة رحمهم
وعن أبي هريرة ﵁، أنه لما نزلت هذه الآية: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء:٢١٤].
فأمر الله ﷿ نبيه ﷺ بالنذارة، فدعا رسول الله ﷺ قريشًا فاجتمعوا، فعم وخص، عم قريشًا كلها ثم بدأ يخص البعض منهم، وهم العشيرة الأقربون، فقال: (يا بني كعب بن لؤي! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب! أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة! أنقذي نفسك من النار؛ فإني لا أملك لكم من الله شيئا، غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها).
فذكر القبائل فعم، ثم خص فذكر الأقربين من بني هاشم وبني عبد المطلب، وفاطمة بنت النبي ﷺ، وأخبر الجميع أنه لا يملك لهم من الله شيئا، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وكل إنسان يحمل خطيئته وإثمه يوم القيامة.
ثم قال ﷺ: (غير أن لكم رحمًا) أي: بيني وبينكم رحم، فسأصل هذه الرحم وأبلها ببلالها، والبلال هو الماء، وكأن قطيعة الرحم كالنار تحرق، وكأنه سيصب على هذه النار الماء الذي يجعله يصل هذه الأرحام.
ومن الأحاديث حديث عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ جهارًا غير سر يقول: (إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء) وهو يريد بعض أقرباء النبي ﷺ، ولكنهم ليسوا من المؤمنين، كـ أبي لهب وغيره، فقال ﷺ: (إنما وليي الله وصالح المؤمنين).

14 / 11