لأنه لا يجوز أن يُضمر الخافض؛ لأنه لا يتصرف وهو من تمام الاسم، وأما القول في البيت فإن قديرا معطوف على مُنضج بلا ضرورة، والمعنى من بين قدير، والتقدير من بين منضج قدير، ثم حذف منضجا، وأقام قديرا مقامه في الإعراب.
(وَرُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصَرُ دُونَهُ ... مَتَى مَا تَرَقَّ العَيْنُ فِيهِ تَسَهَّلِ)
أراد بالطرف العين، والطرف المصدر أيضا، ومعنى قوله (يقصر دونه) إنه إذا نظر إلى هذا الفرس أطال النظر إلى ما ينظر منه لحسنه فلا يكاد يستوفي النظر إلى جميعه، ويحتمل أن يكون معناه إنه إذا نظر إلى هذا الفرس لم يدم النظر إليه لئلا يصيبه بعينه لحسنه. وروى الأصمعي وأبو عبيدة (ورحنا وراح الطرف
ينفض رأسه) والطرف: الكريم من كل شيء، والأنثى طلافة، وقيل: الطرف الكريم الطرفين، وقوله (ينفض رأسه) أي من المرح والنشاط، وقوله (متى ما رق العين فيه تسهل) أي متى ما نظر إلى أعلاه نظر إلى أسفله لكماله ليستتم النظر إلى جميع جسده.
(فَبَاتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلَجِامُهُ ... وَبَاتَ بِعَيْنِي قَائمًا غَيْرَ مُرْسَلِ)
في (بات) ضمير الفرس، وقوله (عليه سرجه ولجامه) في موضع النصب خبر بات، وبات الثاني معطوف على الأول، و(بعيني) خبره، أي بحيث أراه، وقائما: نصب على الحال، وغير مرسل: أي غير مُهمل.
ومعناه إنه لما جيء به من الصيد لم يرفه عنه سرجه وهو عرق، ولم يقلع لجامه فيعتلف على التعب فيؤذيه ذلك، ويجوز أن يكون معنى فبات عليه
1 / 47