(إذا مَا الثُّرَيَّا فيِ السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ ... تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصّلِ)
العامل في (إذا) قوله تجاوزت في البيت الذي قبله. والمعنى: تجاوزت أحراسا إليها عند تعرض الثريا في السماء في وقت غفلة رُقبائها. وقوله (تعرضت) معناه أن الثريا تستقبلك بأنفها أول ما تطلع، فإذا أرادت أن تسقط تعرضت، كما أن الوشاح إذا طُرح تلقاك بناحية، والوشاح: خرز يعمل من كل لون. والمُفصَّل: الذي قد فُصل بالزبرجد، وأثناء الوشاح: نواحيه ومنقطعه، والأثناء: واحدها ثِنْىٌ، وثِنًى، وثَنًى، وواحد آلاء الله إلى وإِلىً وأَلىً، وواحد آناء الليل إِنْىٌ وإِنىً وأَنىً. وأنكر قوم (إذا ما الثريا في السماء تعرضت) وقالوا: الثريا لا تعرض لها، وقالوا: عنى بالثريا الجوزاء؛ لأن الثريا لا تعرض، وقد تفعل العرب مثل هذا كما قال زهير (كأحمر عاد) والمراد أحمر ثمود، فجعل عادا في موضع ثمود لضرورة الشعر، وقال أبو عمرو: تأخذ الثريا وسط السماء كما تأخذ الوشاح وسط المرأة، شبه اجتماع كواكب الثريا ودُنُو بعضها من بعض بالوشاح المنظم بالودع المفصل بينه، ويقال: إنها إذا طلعت طلعت على استقامة، فإذا استقامت تعرضت.
(فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابِهَا ... لَدَى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المتَفَضِّلِ)
نضت: ألقت والواو في (وقد نضت) واو الحال، والمتفضل: الذي يبقى في ثوب واحد لينام أو ليعمل عملا، واسم الثياب الفضل، ويقال للرجل والمرأة فُضُل أيضا، والمفضل: الإزار الذي ينام فيه، يخبر إنه جاءها وقت خلوتها ونومها لينال منها ما يريد.
1 / 25