(حتَّى تركناهمْ لدى مَعرك ... أرجُلُهم كالخشَب الشَّائِلِ)
لدى من صلة تركنا. والمعرك: موضع القتال. والأرجل مرفوعة بالكاف. ومعنى الكاف مثل، كأنه
قال: مثل الخشب. يجوز في العربية نصب الأرجل كأنه قال: تركنا أرجلهم، كما قال عبدة بن
الطبيب:
فما كان قيسٌ هلكُه هُلكَ واحد ... ولكنَّه بنيانُ قوم تهدَّما
أراد: فما كان قيس ما كان هلكه هلك واحد. والرواية الجيدة: (هلكه هلك واحد) برفعهما جميعا على
أن خبر كان ما عاد من الهاء.
(جئنا بها شَهباءَ ملمومةً ... مثل بَشام القُلة الجافلِ)
الهاء تعود على الكتيبة. وشهباء منصوبة على الحال من الهاء. ومعناها بيضاء من بريق الحديد.
وملمومة نعت للشهباء، ومعناها مجتمعة. والقلة: قلة الجبل، وهي أعلاه. والبشام: شجر، شبه كثرتها
بها. قال جرير:
أتذكر حين تصقُل عارضَيْها ... بفَرع بَشامة سُقِىَ البَشامُ
ومثل منصوبة على القطع من الهاء. والجافل نعت للشجر، شبهه في اجتماعه وارتفاع أعاليه
بالشيء الجافل.
(فُهنَّ أرسالٌ كمثل الدَّبا ... أو كقطا كاظمةَ الناهلِ)
قوله: (فهن أرسال) يعني الخيل تأتي أرسالا: قطعة بعد قطعة. وهن ترتفع بالأرسال، والأرسال به.
والكاف في موضع رفع، كأنه قال: مثل الدبا. والكاف الثانية منسوقة. وكاظمة مخفوضة بإضافة القطا
إليها. والناهل مخفوض لأنه نعت للقطا. والدبا: الجراد، شبه كثرتها بها. وكاظمة: أرض. والناهل:
العطشان. يقول: خيلنا ترد القتال كما ترد القطا العطاش الماء. هذا قول الأصمعي. ويروى: (فهن
أرسال كرجل الدبا).
(نَطعُنهم سُلْكَى ومخلوجةً ... كرَّكَ رمين على نابلِ)
1 / 9