وقال هشام بن معاوية: المعنى بسقط اللوى ما بين الدخول إلى حومل، فأسقط ما. قال أبو بكر: وهذا
خطأ في قول الفراء، لأن (ما) حد بين الشيئين، فلا يجوز سقوطها.
قال الفراء: من قال: شربنا ما زبالة فالثعلبية، على معنى: ما بين زبالة إلى الثعلبية لم يسقط (ما)،
لأنها هي الحد بين الوضعين. وأنشد الفراء لبعض بني سليم:
يا أحسنَ الناسِ ما قَرْنا إلى قدمٍ ... ولا حبالَ محبّ واصل تصلُ
أراد ما بين قرن إلى قدم. ولا يجوز إسقاط (ما) لأنها حد بينهما.
(فَتُوضِحَ فالمِقْراةِ لم يَعفُ رَسمُها ... لِما نسجَتْها من جَنُوبٍ وشَمأَلِ)
توضح والمقراة: موضعان، ويقال: المقراة: غدير يجتمع فيه الماء. وموضعها خفض على النسق
على الدخول فحومل، إلا أن توضح نصب لأنه لا يجرى للتعريف والتاء الزائدة في أوله، وما لا
يجري لا يدخله تنوين ولا خفض. لم يعف رسمها، قال الأصمعي: معناه لم يدرس لما نسجته من
الجنوب والشمال، فهو باق، فنحن نحزن، ولو عفا لاسترحنا. قال ابن أحمر:
ألا ليتَ المنازلَ قد بلينا ... قلا يرمين عن شُزُن حزينا
معناه لا يرمين عن تحرف وتشزن. يقال: شزن فلان ثم رمى، أي تحرف في أحد شقيه، وذلك أشد
لرميه ونزعه. وشَزْن وشَزَن لغتان معناهما واحد. ومعنى البيت: ليتها قد بليتن حتى لا ترمى قلوبنا
بالأحزان والأوجاع. يذهب الأصمعي إلى أن الريح أقبلت وأدبرت على هذه المواضع حتى عفتها
وأبقت منها الأثر أو الرسم. وقال قوم:
1 / 20