والقول الثالث: أن يكون أراد قفن بالنون، فبدل اللف من النون، وجرى الوصل على الوقف، وأكثر
ما يكون هذا في الوقف، وربما أجرى الوصل عليه. وكان الحجاج إذا أمر بقتل رجل قال: (يا
حرسي اضربا عنقه!). قال أبو بكر: أراد اضربن، فأبدل الألف من النون. وقال الله ﷿:
(لنسفعًا بالناصية)، وقال في موضع آخر: (وليَكونا من الصَّاغرين) فالوقف عليهما لنسفعا وليكونا.
وأنشد الفراء:
فمهما تشأ منه فزارةُ تُعطكم ... ومهما تشأ منه فزارةُ تمنعا
أراد تمنعن. وأنشد الفراء:
فإنَّ لكَ الأيَّامَ رهنٌ بضربة ... إذا شُبِرت لم تدر من أين تُسبَرا
أراد: تسبرن. وقال عمر بن أبي ربيعة:
وقمير بدا ابنَ خمس وعشري ... نَ له قالت الفتاتان قوما
أراد: قومن. وأنشد الفراء:
يحسبه الجاهل ما لم يعلما ... شَيخًا على كرسيه معمَّما
أراد: يعلمن. وقال الأعشى:
وصَلِّ على حِينِ العشيَّات والضُّحى ... ولا تَحمَد المثرين واللهَ فأحمدا
أراد: فأحمدن. ويقال: إنما ثنى لأنه أراد: قف قف بتكرير الأمر، ثم جمعهما في لفظة واحدة.
والدليل على إنه خاطب واحدا قوله:
أعِنِّى على برقٍ أريك وميضَه
1 / 17