172

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

ویرایشگر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۱۸ ه.ق

محل انتشار

بيروت

فالتفت الحجاج إلى من حضر ، فقال : ما تقولون ؟ قالوا : لقد أحسن أيها الأمير ، ومحا بآخر قوله أوله ، فليسعه حلمك . فقال : لا ها الله لم يرد ما ظننتم ، وإنما أراد تحريض أصحابه ، ثم قال له : ويلك ! ألست القائل :

إن نلت لم أفرح بشيء نلته . . . وإذا سبقت به فلا أتلهف

ومتى تصبك من الحوادث نكبة . . . فاصبر ، فكل غيابة تتكشف

أما والله لتظلمن عليك غيابة لا تنكشف أبدا ، ألست القائل في عبد الرحمن :

وإذا سألت المجد أين محله . . . فالمجد بين محمد وسعيد

بين الأشج وبين قيس نازل . . . بخ بخ لوالده وللمولود

والله لا يبخبخ بعدها أبدا : يا حرسي اضرب عنقه .

ومما جاء في الصبر قيل للأحنف : إنك شيخ ضعيف ، وإن الصيام يهدك . فقال : إني أعده لشر يوم طويل وإن الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله .

ومن كلامه : من لم يصبر على كلمة سمع كلمات . رب غيظ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه .

يونس بن عبيد : لو أمرنا بالجزع لصبرنا .

ابن السماك : المصيبة واحدة ، فإن جزع صاحبها منها صارت اثنتين . يعني : فقد المصاب وفقد الثواب .

الحارث بن أسد المحاسبي : لكل شيء جوهر ، وجوهر الإنسان العقل ، وجوهر العقل الصبر .

جابر بن عبد الله : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ، فقال : الصبر والسماحة . قال العتابي :

اصبر إذا بدهتك نائبة . . . ما عال منقطع إلى الصبر

الصبر أولى ما اعتصمت به . . . ولنعم حشو جوانح الصدر

ومن كلام علي عليه السلام : الصبر مفتاح الظفر ، والتوكل على الله رسول الفرج ، ومن كلامه عليه السلام : انتظار الفرج بالصبر عبادة .

أكثم بن صيفي : الصبر على جرع الحمام أعذب من جنا الندم .

ومن كلام بعض الزهاد : واصبر على عمل لا غناء بك عن ثوابه ، واصبر عن عمل لا صبر على عقابك به .

صفحه ۱۹۲