105

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

پژوهشگر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۱۸ ه.ق

محل انتشار

بيروت

والنبتة ، بكسر النون كالنبات ، تقول : نبت الرطب نباتا ونبتة . وانتكث فتله : انتقض ؛ وهذه استعارة . وأجهز عليه عمله : تمم قتله . يقال : أجهزت على الجريح ، مثل ذففت ، إذا أتممت قتله وكبت به بطنته ، كبا الجواد ، إذا سقط والبطنة : الإسراف في الشبع .

نبذة من أخبار عثمان بن عفان وثالث القوم هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن مناف ، كنيته أبو عمرو ، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس .

بايعه الناس بعد انقضاء الشورى واستقرار الأمر له ، وصحت فيه فراسة عمر ، فإنه أوطأ بني أمية في رقاب الناس ، وولاهم الولايات وأقطعهم القطائع ، وافتتحت إفريقية في أيامه ، فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان ، فقال عبد الرحمن بن حنبل الجمحي :

أحلف بالله رب الأنا . . . م ما ترك الله شيئا سدى

ولكن خلقت لنا فتنة . . . لكي نبتلى بك أو تبتلى

فإن الأمينين قد بينا . . . منار الطريق عليه الهدى

فما أخذا درهما غيلة . . . ولا جعلا درهما في هوى

وأعطيت مروان خمس البلاد . . . فهيهات سعيك ممن سعى !

الأمينان : أبو بكر وعمر .

وطلب منه عبد الله بن خالد بن أسيد صلة ، فأعطاه أربعمائة ألف درهم .

وأعاد الحكم بن أبي العاص ، بعد أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سيره ثم لم يرده أبو بكر ولا عمر ؛ وأعطاه مائة ألف درهم ، وتصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بموضع سوق بالمدينة يعرف بمهزور على المسلمين ، فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان بن الحكم ، وأقطع مروان فدك ، وقد كانت فاطمة عليها السلام طلبتها بعد وفاة أبيها صلوات الله عليه ، تارة بالميراث ، وتارة بالنحلة فدفعت عنها ، وحمى المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية .

وأعطى عبد الله بن أبي سرح جميع ما أفاء الله عليه من فتح إفريقية بالمغرب - وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة - من غير أن يشركه فيه أحد من المسلمين .

وأعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال ، في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال ، وقد كان زوجه ابنته أم أبان ، فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح ، فوضعها بين يدي عثمان وبكى ، فقال عثمان : أتبكي أن وصلت رحمي ! قال : لا ، ولكن أبكي لأني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم . والله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا ، فقال : ألق بالمفاتيح يابن أرقم ، فإنا سنجد غيرك .

صفحه ۱۲۵