[النص]
ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد ومخالفتهم له في الرأي فقال ما هي إلا الكوفة أقبضها وأبسطها (1). إن لم تكوني إلا أنت تهب أعاصيرك (2). فقبحك الله (وتمثل بقول الشاعر) لعمر أبيك الخير يا عمرو إنني * على وضر من ذا الإناء قليل (3) (ثم قال عليه السلام) أنبئت بسرا قد اطلع اليمن (4) وإني والله
[الشرح]
بني عامر بن لؤي بن غالب سيره معاوية إلى الحجاز بعسكر كثيف فأراق دماء غزيرة واستكره الناس على البيعة لمعاوية وفر من بين يديه وإلى المدينة أبو أيوب الأنصاري ثم توجه واليا على اليمن فتغلب عليها وانتزعها من عبيد الله بن العباس وفر عبيد الله ناجيا من شره فأتى بسر بيته فوجد له ولدين صبيين فذبحهما وباء باثمهما قبح الله القسوة وما تفعل ويروى أنهما ذبحا في بني كنانة أخوالهما وكان أبوهما تركهما هناك وفي ذلك تقول زوجة عبيد الله.
يا من أحس بابني اللذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف يا من أحس بابني اللذين هما * قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف من ذل والهة حيرى مدلهة * على صبيين ذلا إذ غدا السلف خبرت بسرا وما صدقت ما زعموا * من إفكهم ومن القول الذي اقترفوا أنحى على ودجي ابني مرهفة * مشحوذة وكذاك الإثم يقترف ويروى هذه الأبيات بروايات شتى فيها تغيير وزيادة ونقص (1) أقبضها وأبسطها أي أتصرف فيها كما يتصرف صاحب الثوب في ثوبه يقبضه أو يبسطه (2) جمع أعصار ريح تهب وتمتد من الأرض نحو السماء كالعمود أو كل ريح فيها العصار وهو الغبار الكثير إن لم يكن لي ملك الكوفة على ما فيها من الفتن والآراء المختلفة فأبعدها الله وشبه الاختلاف والشقاق بالأعاصير لإثارتها التراب وإفسادها الأرض (3) الوضر غسالة السقاء والقصعة وبقية الدسم في الإناء (4) اطلع اليمن بلغها وتمكن منها وغشيها بجيشه
صفحه ۶۴