[النص]
أيها الناس إنه لا يستغني الرجل وإن كان ذا مال عن عشيرته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم وهم أعظم الناس حيطة من ورائه (1) وألمهم لشعثه وأعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به. ولسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه غيره (2) (منها) ألا لا يعدلن أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدها بالذي لا يزيده إن أمسكه ولا ينقصه إن أهلكه (3). ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة وتقبض منهم عنه أيد كثيرة ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة (أقول الغفيرة ههنا الزيادة والكثرة من قولهم للجمع الكثير الجم الغفير والجماء الغفير. ويروى عفوة من أهل أو مال. والعفوة الخيار من الشئ يقال أكلت عفوة الطعام. أي خياره. وما أحسن المعنى الذي أراده عليه السلام بقوله. ومن يقبض يده عن عشيرته إلى تمام الكلام فإن الممسك خيره عن عشيرته إنما يمسك نفع يد واحدة فإذا احتاج
[الشرح]
وجعل أمره إليه (1) حيطة كبينة أي رعاية وكلاءة ويروى حيطة بكسر الحاء وسكون الياء مخففة مصدر حاطه يحوطه أي صانه وتعطف عليه وتحنن. والشعث بالتحريك التفرق والانتشار (2) لسان الصدق حسن الذكر بالحق وهو في القرابة أولى وأحق (3) الخصاصة الفقر والحاجة الشديدة ينهى أمير المؤمنين عن إهمال القريب إذا كان فقيرا ويحث
صفحه ۶۲