[النص]
توجب له المغنم. ويرفع بها عنه المغرم وكذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر من الله إحدى الحسنيين. إما داعي الله فما عند الله خير له. وإما رزق الله فإذا هو ذو أهل ومال ومعه دينه وحسبه. إن المال والبنين حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه.
واخشوه خشية ليست بتعذير (1). واعملوا في غير رياء ولا سمعة فإنه من يعمل لغير الله يكله الله إلى من عمل له (2). نسأل الله منازل الشهداء. ومعايشة السعداء ومرافقة الأنبياء.
[الشرح]
الميسر أي المقامر. وفي الكلام تقديم وتأخير ونسقه كالياسر الفالج كقوله تعالى (غرابيب سود) وحسنه أن اللفظتين صفتان وإن كانت إحداهما إنما تأتي بعد الأخرى إذا صاحبتها يريد أن المسلم إذا لم يأت فعلا دنيئا يخجل لظهوره وذكره ويبعث لئام الناس على التكلم به فقد فاز بشرف الدنيا وسعادة الآخرة فهو شبيه بالمقامر الفائز في لعبه لا ينتظر ألا فوزا أي أن المسلم إذا برئ من الدناءات لا ينتظر إلا إحدى الحسنيين إما نعيم الآخرة أو نعيم الدارين فجدير به أن لا يأسف على فوت حظ من الدنيا فإنه إن فاته ذلك لم يفته نصيبه من الآخرة وهو يعلم أن الأرزاق بتقدير رزاقها فهو أرفع من أن يحسد أحدا على رزق ساقه الله عليه وقوله فاحذروا ما حذركم الله من نفسه يريد احذروا الحسد فإن مبعثه انتقاص صنع الله تعالى واستهجان بعض أفعاله وقد حذرنا الله من الجرأة على عظمته فقال وإياي فارهبون وإياي فاتقون وما يفوق الكثرة من الآيات الدالة على ذلك (1) مصدر عذر تعذيرا لم يثبت له عذر أي خشية لا يكون فيها تقصير يتعذر معه الاعتذار (2) العامل لغير الله لا يرجو ثواب عمله من الله وإنما يطلبه ممن عمل له فكأن الله قد تركه إلى من عمل له
صفحه ۶۱