[النص]
14 - ومن كلام له عليه السلام في مثل ذلك أرضكم قريبة من الماء. بعيدة من
~~السماء. خفت عقولكم وسفهت حلومكم. فأنتم غرض لنابل (1)، وأكلة لآكل، وفريسة لصائل.
15 - ومن كلام له عليه السلام فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان رضي
~~الله عنه (2) والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق (3).
16 - ومن كلام له عليه السلام لما بويع بالمدينة ذمتي بما أقول رهينة
~~(4). وأنا به زعيم إن من صرحت له العبر
[الشرح]
منها إلا مسجدها الجامع، ومعنى قوله أبعدها من السماء أنها في أرض منخفضة والمنخفض أبعد عن السماء من المرتفع بمقدار انخفاضه وارتفاع المرتفع (1) الغرض ما ينصب ليرمى بالسهام. والنابل الضارب بالنبل (2) قطائع عثمان ما منحه للناس من الأراضي (3) أي أن من عجز عن تدبير أمره بالعدل فهو عن التدبير بالجور أشد عجزا، فإن الجور مظنة أن يقاوم ويصد عنه، وهذه الخطبة رواها الكلبي مرفوعة إلى أبي صالح عن ابن عباس إن عليا خطب ثاني يوم من بيعته في المدينة فقال: ألا أن كل قطيعة أقطعها عثمان وكل ما أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شئ، ولو وجدته قد تزوج الخ (4) الذمة العهد تقول هذا الحق في
صفحه ۴۶