شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
۱۴۱۲ ه.ق
ژانرها
[النص]
وهدوا سبيل المنهج. وعمروا مهل المستعتب. وكشفت عنهم سدف الريب (1) وخلوا لمضمار الجياد (2). وروية الارتياد . وأناة المقتبس المرتاد (3) في مدة الأجل ومضطرب المهل. فيالها أمثالا صائبة. ومواعظ شافية. لو صادفت قلوبا زاكية. وأسماعا واعية. وآراء عازمة. وألبابا حازمة. فاتقوا الله تقية من سمع فخشع. واقترف فاعترف (4) ووجل فعمل، وحاذر فبادر. وأيقن فأحسن. وعبر فاعتبر. وحذر فازدجر وأجاب فأناب (5). ورجع فتاب. واقتدى فاحتذى. وأري فرأى.
[الشرح]
مستعتب (1) السدف جمع سدفة بالفتح الظلمة، والريب جمع ريبة وهي الشبهة وإبهام الأمر، وكشف ذلك بما أبان من البراهين الواضحة (2) خلوا تركوا في مجال يتسابقون فيه إلى الخيرات. والجياد من الخيل كرامها، والمضمار المكان الذي تضمر فيه الخيل، والمدة التي تضمر فيها أيضا. والروية إعمال الفكر في الأمر ليأتي على أسلم وجوهه والارتياد هنا طلب ما يراد (3) الأناة الانتظار والتؤدة. والمقتبس المرتاد أي الذي أخذ بيده مصباحا ليرتاد على ضوئه شيئا غاب عنه، ومثل هذا يتأنى في حركته خوف أن يطفأ مصباحه وخشية أن يفوته في بعض خطواته ما يفتش عليه لو أسرع فلذا ضرب المثل به. والمضطرب مدة الاضطراب أي الحركة في العمل (4) اقترف اكتسب ومثله قرف يقرف لعياله أي يكسب، ووجل خاف وجلا ومؤجلا بفتح الميم والجيم. وبادر سارع.
وعبر مبني للمجهول مشدد الباء أي عرضت عليه العبر مرارا كثيرة فاعتبر أي اتعظ وحذر مبني للمجهول أيضا أي خوف من عواقب الخطايا، فازدجر أي امتنع عنها ويروى وحذر فحذر وزجر فازدجر (5) أجاب داعي الله إلى طاعته فأناب إليه أي رجع، واحتذى شاكل بين عمله وعمل مقتداه أي أحسن القدوة. وأرى بضم الهمزة مبني للمجهول أي أرته الشريعة ما يجب عليه وما يجب له وما يعقب الطاعة وما يعقب المعصية فرأى
صفحه ۱۳۷