شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
۱۴۱۲ ه.ق
ژانرها
[النص]
مائل (1) حتى إذا أنس نافرها واطمأن ناكرها قمصت بأرجلها (2). وقنصت بأحبلها. وأقصدت بأسهمها. وأعلقت المرء أوهاق المنية (3). قائدة له إلى ضنك المضجع (4) ووحشة المرجع. ومعاينة المحل (5) وثواب العمل. وكذلك الخلف يعقب السلف. لا تقلع المنية اختراما (6) ولا يرعوي الباقون اجتراما (7). يحتذون مثالا ويمضون أرسالا إلى غاية الانتهاء. وصيور الفناء (8) حتى إذا تصرمت الأمور وتقضت
[الشرح]
(1) السناد بالكسر ما يستند إليه ودعامة يسند بها السقف، وناكرها اسم فاعل من نكر الشئ كعلمه أي جهله فأنكره (2) قمص الفرس وغيره يقمص من باب ضرب ونصر قمصا وقماصا أي استن وهو أن يرفع يديه ويطرحهما معا ويعجب، وفي المثل المضروب لضعيف لا حراك به وعزيز ذل (ما بالعير من قماص) وإنما قال أرجل وليس للدابة إلا رجلان لأنه نزل اليدين لها منزلة الأرجل لأن المشي على جميعها وروى بأرحلها بالحاء جمع رحل: الناقة، وقنصت بأحبلها أي اصطادت وأوقعت من اغتر بها في شباكها وحبالها، وأقصدت قتلت مكانها من غير تأخير (3) علقت به وربطت بعنقه. أوهاق المنية جمع وهق بالتحريك والتسكين أي حبال الموت (4) ضنك المضجع ضيق المرقد والمراد القبر (5) معاينة المحل مشاهدة مكانه من النعيم والجحيم. وثواب العمل جزاؤه الأعم من شقاء وسعادة. والخلف المتأخرون والسلف المتقدمون. ويعقب السلف يروى فعلا أي يتبع. ويروى بعقب بباء الجر فيكون عقب بالسكون بمعنى بعد وأصله جرى الفرس بعد جريه. يقال لهذا الفرس عقب حسن (6) لا تقلع أي لا تكف المنية عن اخترامها أي استئصالها للأحياء (7) لا يرعوي الباقون أي لا يرجعون ولا يكفون عن اجترام السيئات ويحتذون مثالا أي يشاكلون بأعمالهم صور أعمال من سبقهم ويقتدون بهم ، ويمضون أرسالا جمع رسل بالتحريك وهو القطيع من الإبل والغنم والخيل (8) صيور الأمر كتنور مصيره وما يؤول إليه، يريد الإمام من
صفحه ۱۳۴