51

Sharh Musnad al-Darimi

شرح مسند الدارمي

ناشر

بدون

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

ژانرها

السلام، في بدايات الوحي، وكلمه ملك الجبال ﵇، وهذا ملك آخر ﵇، استأذن في وبشارته إياه، وقد بشره ملك ببركة سورة الفاتحة في المدينة، وكانت مما نزل عليه بمكة، فصلته بالملأ الأعلى دائمة، فهو المصطفي المختار ليبلغ عن ربه ما يوحى إليه ﷺ، وقد بشره هذا الملك بأنه جاءه بما أنزل عليه من ربه، وأنه حق وليس بباطل، وبهذا المعنى ورد قول الله ﷿: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ (^١)، وبمعنى البيان والوضوح ورد قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ﴾ (^٢)، المحكم في لفظه البيّن في معناه، فكملت هدايته للبشر رحمة بهم. قوله: «والسكينة صبرا» جعل الله تعالى فيه السكينة والوقار، والأمن والاستقرار، والرحمة، وسماها صبرا؛ لأنها من الأمور الباعثة على الطاعة والعمل، وتحتاج النفس إلى مجاهدة لتسكن، فإذا سكنت نفس العبد اطمأن وهدأ، وقد امتن الله بها على عباده فقال: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾ (^٣)، وكان يوصي بها النبي ﷺ في كل الأحوال، ومن ذلك قوله ﷺ للناس في الحج: «يا أيها الناس عليكم السكينة» (^٤)، وعند إقامة

(^١) الآيتان (١٢، ١٣) من سورة الطارق. (^٢) الآية (٥٢) من سورة الأعراف. (^٣) الآية (٢٦) من سورة التوبة. (^٤) الترمذي حديث (٨١١) وقال حسن صحيح.

1 / 52