Sharh Musnad al-Darimi
شرح مسند الدارمي
ناشر
بدون
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
ژانرها
على عقب، حتى أنه لم يهدأ حتى أتى رسول الله ﷺ قاصّا عليه جريمته، نادما أشد الندم، عاد إلى سمعه ما كان من قول ابنته: يا أبتاه، يا أبتاه، وكأن الحدث اللحظة وقع، غشيته رقة الإسلام، وشفقة المؤمنين. قوله: «فبكى رسول الله ﷺ حتى وكف دمع عينيه فقال: له رجل من جلساء رسول الله ﷺ: أحزنت رسول الله ﷺ».
فيه بيان ما كان عليه نبينا محمد ﷺ من اللطف والرقة والرحمة، تصوّر رسول الله ﷺ وهو يبكي بحرقة ولوعة عند سماع القصة، ولم يشاهد الحدث رأي العين، والعجب أن الأب لم يتأثر وقد باشر الحدث، وذكر من صفات ابنته ما يدعوا إلى الشفقة عليها ورحمتها، ولم يكن منه ما كان من رسول الله ﷺ، هنا يتأكد لكل عاقل أنه ﷺ حقا الرحمة المهداة إلى هذه الأمة برّها وفاجرها، ويتوب الله على من تاب، إنه أرحم الرحماء، وقد قال ﷺ لما أنكر عليه سعد بن عبادة، وقد فاضت عيناه بالدمع لما رفع ولدا لفاطمة ونفسه تقعقع: قال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء» (^١) وصح أنه قال ﷺ: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء" (^٢).
لم يملك أحد جلساء النبي ﷺ نفسه لما رأى رسول الله ﷺ يبكي فبادر إلى الرجل قائلا: أحزنت رسول الله ﷺ، والحزن معلوم أنه أشد الألم.
_________
(^١) البخاري حديث (١٢٢٤).
(^٢) أبو داود حديث (٤٢٩٠).
1 / 20