Sharh Muqaddimat Sunan Ibn Majah
شرح مقدمة سنن ابن ماجه
ژانرها
قال أيضًا بعد ذلك: "حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو خالد الأحمر قال: سمعت مجالدًا يذكر عن الشعبي" مجالد بن سعيد ضعيف عند أهل العلم "يذكر عن الشعبي" عامر بن شراحيل التابعي الشهير "عن جابر بن عبد الله ﵁ قال: كنا عند النبي ﷺ فخط خطًا، وخط خطين عن يمينه، وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده على الخط الأوسط، فقال: «هذا سبيل الله» ثم تلا هذه الآية: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [(١٥٣) سورة الأنعام] " الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأن فيه مجالد وهو ضعيف، لكنه مروي من طرق أخرى، وله شاهد من حديث ابن عباس عند الإمام أحمد والدارمي والطيالسي وغيرهم، فالحديث بهذا يكون حسنًا.
النبي ﵊ كثيرًا ما يعظ أصحابه بالكلام، مقرونًا بالوسائل التوضيحية يرسم لهم رسوم، ينكت بالعود، يخط خطوط، فهنا خط النبي ﵊ خطًا مستقيمًا، وخط خطين عن يمينه، وخطين عن يساره، الصورة واضحة، ثم وضع يده على الخط الأوسط، قال: «هذا سبيل الله» يعني الخطوط الذي عن يمينه وعن يساره السبل، سبل أخرى غير سبيل الله، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [(١٥٣) سورة الأنعام].
ولا يمكن سلوك سبيل الله إلا بالتمسك بالوحيين «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي» لا بد من التمسك والاعتصام بالوحيين لنلزم سبيل الله الصراط المستقيم.
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [(١٥٣) سورة الأنعام] قال الحافظ ابن كثير: "وحد السبيل لأن الحق واحد، وجمع السبل لتفرقها وتشعبها" فسيبل الله واحد، والسبل الأخرى تتفرق بكم عن سبيل الله، والسبيل والطريق واحد، ويذكر ويؤنث هذا سبيل الله ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾ [(١٥٣) سورة الأنعام] ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي﴾ [(١٠٨) سورة يوسف] فهو يذكر ويؤنث.
2 / 23