68

Sharh Masa'il Al-Jahiliyyah

شرح مسائل الجاهلية

ناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض

شماره نسخه

الطبعة الأولى ١٤٢١هـ

سال انتشار

٢٠٠٥م

ژانرها

الرَّأْيِ﴾ أي: الذين ليس عندهم رأي، هم الذين اتبعوك، من غير روية ومن غير تفكير. وكذلك المشركون في عهد رسول الله ﷺ، كانوا يسخرون من ضعفاء المؤمنين، من بلال وسلمان وعمار بن ياسر وأبيه وأمه، ويسخرون من ضعفاء الصحابة، حتى إنهم قالوا: ما نجلس معك وهؤلاء عندك، اجعل لنا مجلسًا غير مجلسهم –أراد أن يجعل لهم مجلسًا خاصًا، فعاتبه الله ﷿ بقوله: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا﴾ [الأنعام: ٥٢، ٥٣] . وقوله: ﴿أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا﴾ هؤلاء: يعنون ضعفاء الصحابة، لا يمكن أن يسبقونا إلى الخير ﴿لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ﴾، ومثلهم الآن الذين يصفون العلماء بأنهم ما عندهم رأي ولا تفكير، وأن نظرهم قريب، وعندهم تحجر، وعندهم شدة، إلى آخر ما يقولون. والشيخ ما كتب هذه المسائل للتاريخ، وإنما كتبها للتحذير، بأن يُحذر هذه الأمور؛ لأنها من أمور الجاهلية.

1 / 73