79

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

پژوهشگر

الدكتور مُصْطفى عليَّان

ناشر

مؤسسة الرسالة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

المدرك للأدب، والتأديب: تعليم الأدب، والمهذب: الخالص من العيوب، والتهذيب: التفعيل من ذلك، والنهاية: الغاية، والهم: الهمة، وتشبيب الشيء: رفعه والزيادة فيه. فيقول، وهو يريد كافورا: ترعرع الملك الأستاذ، وله من المعرفة في صغره مثل الذي للكهل مع تجربته وكبره، قد استفاد بكرم طبعه، كالذي استفاده الكهل في مدة عمره، وتأدب بجبلته دون تأديب، وعلم دون تعليم، فأدرك في صغره حال التكهل، وتأدب بطبعه قبل معاناة التأدب. ثم قال على نحو ما قدمه: عالما لما لم يجربه؛ لما هو عليه من صحة فهمه، مهذب دون أن يهذبه أحد؛ بطبيعته وكرمه. ثم قال: فأدرك من الدنيا أرفع منازلها، وحل منها من أجل مراتبها، حديث السن، مقتبل العمر، وهمته في تشبيب وزيادة، وابتداء من طلب الغاية. يُدَبَّرُ المُلْكَ مِنْ مِصْرٍ إلى عَدَنٍ ... إِلى العِرَاقِ فَاَرْضِ الرُّومِ فالنُّوَبِ إِذا أضتَتْها الرَّياحُ النُّكْبُ مِنْ بَلَدٍ ... فَما تَهُبُّ بها إِلاَّ بِتَرْتِيْبِ ولا تُجاوِزُها شَمْسٌ إذا شَرَقَتْ ... إِلاَّ ومِنْهُ لَهَا أُذُنٌ بتَغْرِيْبِ مصر: بلد معروف من بلاد المغرب، وعدن: قاعدة بلاد اليمن، وهي في الجنوب، والعراق: بلاد معروفة في المشرق، وأرض الروم: معروفة في المغرب، والنوب: ضرب من السودان، أخبر عنهم وهو يريد بلادهم على سبيل التجوز، والعرب تفعل ذلك، والنكب: جمع نكباء، وهي ريح بين ريحين، وترتيب الشيء تصريفه على رتب معروفة، وشرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت: إذا أضاءت. فيقول: إن كافورا ملك جليل المنزلة، بعيد أقطار المملكة، يملك من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، ومن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ويدبر ذلك

1 / 79