Sharh Lum'at al-I'tiqad by Khalid Al-Mosleh
شرح لمعة الاعتقاد لخالد المصلح
ژانرها
القرآن كتاب الله المبين وحبله المتين
يقول ﵀: (وهو كتاب الله المبين)، كتاب الله أضافه إلى نفسه؛ لأنه الذي تكلم به، ووصفه بأنه المبين؛ لأنه أبان السبل هدى الله به من الضلالة، وأخرج به من الظلمات إلى النور، وهو الكتاب الذي يهدي إلى الصراط المستقيم.
قال: (وحبله المتين)، أي: حبله جل وعلا الممدود منه بينه وبين خلقه.
وقد روى الترمذي من حديث زيد بن أرقم: أن النبي ﷺ وصف الكتاب بأنه (حبل ممدود من السماء)، والمقصود بالحبل المدود من السماء: القرآن، حيث قال ﷺ: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا؛ كتاب الله حبله المدود من السماء)، وقد جاء هذا عن عبد الله بن مسعود وغيره.
وقد فسر جماعة من أهل العلم قول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾ [آل عمران:١٠٣]، بأنه القرآن، وقيل: الإسلام، وقيل: عهد الله، وقيل: طاعته وأمره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: وكل هذا حق.
يعني: كل هذا يجب الاعتصام به، وكله من حبل الله ﷿، ويجمع هذا أن يقال: إن حبله القرآن؛ لأنه إذا اعتصم بالقرآن فقد اعتصم بطاعة الله وأمره، واعتصم بدين الإسلام، فالقرآن هو أجمع هذه المعاني، ولذلك قال رحمه الله تعالى: وكل هذا حق.
المقصود: أن المراد بقوله: (وحبله المتين)، أي: وحبله الشديد القرآن الكريم هو حبله، وقد وصفه الله ﷿ بذلك، وقد جاء وصفه في سنة النبي ﷺ كما في حديث زيد بن أرقم.
5 / 11