160

Sharh Lum'at al-I'tiqad by Khalid Al-Mosleh

شرح لمعة الاعتقاد لخالد المصلح

ژانرها

من الإيمان بالغيب الإيمان بأشراط الساعة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيقول المصنف رحمه الله تعالى: [ومن ذلك أشراط الساعة، مثل: خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم ﵇ فيقتله، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل] .
هذا الفصل لما بدأه المؤلف ﵀ بقوله: (ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ وصح به النقل عنه فيما شاهدناه)، علمنا أنه يتكلم عما يتعلق بالإيمان بالغيب، وقلنا: إن الإيمان بالغيب من أوصاف المتقين التي يجب على المؤمن أن يتحلى بها، فإنه لا تقوى ولا إيمان إلا لمن صدق النبي ﷺ فيما أخبر به من أمر الغيب، سواء أدرك حقيقته ومعناه، أم لم يدرك حقيقته ومعناه.
ومثل المؤلف ﵀ لما يجب الإيمان به مما أخبر به النبي ﷺ وصح النقل عنه بالإسراء والمعراج، فإن حديث الإسراء والمعراج مما لا تدرك العقول حقيقته ويصعب عليها إدراك كيف كان ذلك للنبي ﷺ، لكنه من آياته ﷺ، كذلك مثل بما جاء من الخبر في قصة مجيء ملك الموت لموسى ﵇.
وهنا يقول ﵀ في صلة ما وقفنا عليه: (ومن ذلك)، أي: ومما يجب الإيمان به مما أخبر به النبي ﷺ وصح به النقل عنه ﷺ (أشراط الساعة)، فقوله: (ذلك) المشار إليه هو ما تقدم في أول الفصل.
وقوله: (أشراط الساعة)، أشراط: جمع شرط، بفتح الراء وهي العلامة، والمقصود بأشراط الساعة: علاماتها التي تدل على قربها ودنوها.

12 / 2