شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
ژانرها
وفي القاموس بعض ذلك إذ قال: الهجود أي بالضم النوم كالتهجد، قال: وتهجد استيقظ كهجد ضد، وأهجد تام وأنام، قال: وهجده تهجدا أيقظه ونمه ضد أ. ه.
وهو صريح في أنه يستعمل تهجد وهجد في النوم، وفي ترك النوم بعد النوم، وما تقدم صريح في استعمال مثل ذلك في النوم مطلقا وفي السهر، قيل: النوم أو بعده، أو مع عدم النوم أصلا، وعلى كل حال فالأولى التمثيل بتأثم أي ترك الإثم، وكذا تحوب وتحرج، أي جانب الحرج ونحو ذلك دون تهجد، فإن تهجد بحسب ما ذكرته لموافقة المجرد، ثم رأيت السمين ذكر في إعرابه أنه قيل: الهجود النوم، وقيل: مشترك، فلعل من مثل بتهجد بنى على القول بأن الهجود النوم، فيكون تهجد بمعنى جانب النوم، كما أن أثم بمعنى أذنب، وتأثم بمعنى ترك الذنب وجانبه، والله أعلم بما هناك.
ومن ذلك فأخبر بها معاذ عند موته تأثما أي تركا للإثم ومجانبة له، فإن التأثم مصدر تأثم.
ومن معاني تفعل: الدلالة على حصول الفعل مرة بعد مرة، ويعبر عنها بمواصلة العمل في مهلة، ويعبر أيضا عنها بالتكرار، ومثل السعد بتجرعته أي شربته جرعة بعد جرعة، ومثل ابن الحاجب بتفهمته، وكذا أبو يحيى، ومثل صاحب التحقيق به، وبتبصرت وبتخوفت إذ قال: ومنه أو يأخذهم على تخوف.
قال الجار بردي في شرح ابن الحاجب بعد التمثيل بتفهمته: كأنه حصل له فهمه شيئا بعد شيء، قال بعض: من حشى عليه فيه تجوز، لأن المسألة شيء واحد، لا يتصور التدريج في فهمها نفسها، وإنما هو في مقدماته أي مقدمات الفهم، وهي الانتقالات والأفكار الموصلة إليه، كان يلتفت الذهن لها في الأول، ثم يخالط في الثاني، ثم يصح له في الثالث بالترتيب المقتضى، لكن لما حصلت المهملة والتدريج في طريق الفهم، جعل كأن ذلك واقع فيه، وإلى ذلك أشار الشارح يعني الجار بردي أي تبعا لشرح المفصل بقوله: كأنه حصل له فهمه شيئا بعد شيء.
صفحه ۲۳۰