222

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

ژانرها

ومن معانيه: تخييل اتصاف الفاعل بأصل الفعل، وإن شئت فقل تخييل تارك الفعل كونه فاعلا، وإن شئت فقل: إظهار الفاعل خلاف ما هو عليه، وعبر السعد بالتكلف نحو: تجراهل زيد، فإن الفاعل وهو زيد خيل نفسه متصفا بالجهل، وهو أصل الفعل ، فإن الجهل أصل لجهل وتجاهل أو أصل لجهل، والتجاهل وتجاهل أصله التجاهل، وقد خيل زيد وهو الفاعل التارك للفعل الذي هو الجهل كونه فاعلا للجهل، متصفا به، وقد أظهر الفاعل الذي هو زيد الجهل الذي هو خلاف ما هو عليه من العلم، وأظهر الجهل من نفسه، والحال أنه منتف عنه وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : "ولا تجاهل في الإسلام" ونحو: تمارض أي جعل نفسه كأنه مريض، وتعارج أي جعل نفسه كأنه أعرج، وتعامى جعل نفسه كأنه أعمى وفعل أفال من ذكر، ويعبر عن ذلك أيضا بالإيهام بالمثناة تحت، وبالتخييل وبالإيهام سماه ابن عصفور كما في بعض الحواشي على الجار بردي.

قال في بعض الحواشي: والإيهام أن يرى أنه في حال ليس فيها وأنشد:

إذا تخازرت وما بي من خزر

ثم كسرت الطرف من غير عور

وبعد:

الفيتني ألوى بعيد المستتر

أبزى إذا بوزيت من كلب

ذكر احمل ما حملت من خير وشر، وقوله: وما بي من خزر كاشف عن أن مراده إظهار ما ليس فيه من الخزر، وهو ضيق العين مع صغرها، أي ضيقت جفن عيني، وليس فيها ضيق ولا صغر، وعبارة الجار بردي في شرح ابن الحاجب ويجيء أي تفاعل ليدل على أن الفاعل أظهر أن المعنى الذي اشتق منه تفاعل حاصل له، مع أنه ليس في الحقيقة كذلك فمعنى تجاهل أنه أظهر الجهل من نفسه، وليس بجاهل في الحقيقة، ومراده بالمعنى الذي اشتق منه تفاعل هو معنى مصدر فعله المجرد، كما يفيده قوله: فمعنى تجاهل أنه أظهر الجهل، فإن لفظ الجهل مصدر جهل المجرد.

قلت: ومثل قوله إذا تخازرت وما بي من خزر بيت المعاني الذي هو قوله:

*تعاللت كي أشجى وما بك علة*

أي أظهرت العلة وليست فيك.

صفحه ۲۲۲