شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
ژانرها
قال في شرح المفصل: وقالوا قلته فانقال، لأن المقول معالج بتحريك اللسان والشفتين، وإخراج الصوت، وكل ذلك من باب المحسوس للمخاطب والمخاطب، قال فإن أطلق قلته فانقال على إرادة المعنى المعقول المفهوم من القول، أي مراد به ذلك المعنى غير أن يقصد إلى ألفاظ محققة أو مقدرة، كان في الامتناع نظير انعدم أ. ه.
والعلاج: إيجاد فعل الجوارح الظاهرة ليتولد عنه فعل آخر، وهو أثره كالقول والضرب والتأثير إيجاد أثر، والمراد أثر ظاهر كما رأيت أي للحواس الظاهرة، قائم بالمفعول قاله الطبلاوي، فلا يقال: علمت المسألة فانعلمت، ولا ظننت ذلك حاصلا فانظن، لأن العلم والظن مما يتعلق بالباطن، وليس اثرهما محسوسا.
قال صاحب التحقيق: ومعنى المطاوعة أن تريد من الشيء أمرا ما فيساعدك بفعل ما تريد منه إن كان الفعل يصح منه، أو يصير إلى مثل حال الفاعل الذي يتأتى منه الفعل، ومنه: قطعت الحبل فانقطع، وكسرت الحب فانكسر، وقوله: ولا يدي في حميت السمن تتدخل، ومحوت الكتاب فانمحى، وقسمت المال فانقسم.
قلت: المطاوعة فيما يصح منه الفعل حقيقة، وفيما لا يصح منه مجاز، وكذا من المجاز، فلان منقطع إلى الله، وانكشفت إلى حقيقة المسألة، وكذا حديث: "أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي" لأن الأثر غير محسوس.
قال الصبان: سلمنا أنه حقيقة، لكن لا نسلم أنه مطاوع، بل هو من باب انطلق زيد، وإنما لم يبنوا انفعل للمطاوعة إلا مما فيه علاج، لأن الصرفيين لما خصوه بالمطاوعة المعهودة، وقصروه عليها التزموا أن يكون اصل فعله من المصدر الذي يظهر أثره ظهورا واضحا يعرفه من عند الفاعل، أو حواليه بالحس، وهو علاج تقوية للمعنى الذي هو أن المطاوعة حصول الأثر، فقوى الأم بكونه ظاهرا.
صفحه ۱۸۶