شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
ژانرها
ومن معاني أفعل الصيرورة: كأغد البعير صار ذا غدة، والمراتد ما يشمل صيرورة الفاعل كالمثال، وهي أن ينسب الفعل إلى الفاعل، وليس فعله، ومن هذا أجرب البعير صار ذا جرب، وأعشرت الدراهم والفت وأتسعت ونحوها، أي صارت عشرا وألفا وتسعا، وأشرقت الشمس أي صارت ذات شروق أي ضوء ومنه: (وأشرقت الأرض بنور ربها) خلافا للناظم في الأعداد، ولابن عصفور في المثال الآخر، وما يشمل صيرورة متعلق الفاعل إما بأن ينسب الفعل إلى الفاعل وهو فعله كألأم الرجل وأيمن وأنجد ونحوهما أي صار ملتبسا باليمن، ونجد إقامة أو ولوجا أو قصدا خلافا للناظم، وأشرع وأبطأ خلافا لابن عصفور، وإما بأن ينسب إليه، والمراد غيره كأجرب الرجل صارت ماشيته جربا، وأبخر صار ذا إبل أصابها بخار، وهو داء يصيب الإبل في رئاتها، ويوجد سعالا كثيرا قاله الغزى.
وعبارة الرضى: وقد يكون للصيرورة أي صيرورة ما هو فاعل فعل صاحب شيء، وهو على ضربين: إما أن يصير صاحب شيء هو صاحب ما اشتق منه نحو: أجرب الرجل أي صار ذا إبل ذات جرب، ومنه: أحصد الزرع، وأهل التصريف جعلوا مثله قسما آخر، وذلك لأنهم قالوا: يجيئ أفعل بمعنى حان وقت يستحق منه فاعل أفعل أن يوقع عليه أصل الفعل، فمعنى أحصد الزرع حان أن يحصد.
وعند صاحب الشافية: هو في الحقيقة بمعنى صار ذا كذا أي صار الزرع ذا حصاد، وذلك حينونة حصاده، ومنه دخول الفاعل في المشتق منه أفعلنحو: أصبح وأمسى وأفجر وأشهر، أي دخل في الصباح والمساء والفجر والشهر، واصبى وأجنب وأدبر أي دخل في أوقات، ريح الصبا وريح الجنب، وريح الدبور، وأنجد وأخيل أي وصل إلى نجد والخيل، ,اعشر وأتسع وآلف بمد الهمزة، ونحو: العدة والصباح اسم لا مصدر، فالمراد بالاشتقاق منه الأخذ وهو أوسع أي دائرة منه، ومثله أورق الشجر أخذا من الورق وهو اسم عين، ولك أن تقول الفعل مشتق من تلك الأسماء بواسطة اشتقاق المصدر، أي أخذه منها.
صفحه ۱۵۰