وعلى كل حال الأمر في هذا سهل، فإذا حصل الابتداء بذكر الله مما هو أعم من البسملة والحمدلة كفى، لكن الجمع بينهما كما كان أو كما حصل في القرآن أولى.
جاء في الحديث: ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر)) في رواية: ((بحمد الله))، وفي رواية: ((بذكر الله))، وفي رواية: ((بحمد الله والصلاة على نبيه))، إلى غير ذلك من الألفاظ التي حكم عليها بعض العلماء بجميع هذه الألفاظ، وبجميع الطرق حكموا عليها بالضعف وأنه لا يثبت منها شيء، وإن أثبت ابن الصلاح والنووي وجمع من أهل العلم لفظ الحمد فقط، وحكموا عليه بالحسن.
وعلى كل حال الاقتداء بالقرآن يقتضي هذا، يقتضي أن نفتتح بالبسملة والحمدلة، وإن كان بعضهم -بعض المعاصرين- ممن ضاق نظره لما رأى بعض العلماء يضعف الحديث بجميع طرقه وألفاظه قال: إننا لا نعمل بحديث ضعيف،، لا نعمل بأحاديث ضعيفة، فجرد كتابه من البسملة والحمدلة؛ لأنه لا يعمل بالضعيف.
بل زاد بعضهم حتى قال في مقدمة كتابه: كانت الكتب التقليدية تفتتح بالبسملة والحمدلة.
هذا جهل، هذا جهل مركب، يزعم أنه يعرف وهو في الحقيقة أجهل من الجاهل.
نظيره من سمع من يقول: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، قال: سبحان الله أنت ما وصلت الأربعين كيف تقول هذا الكلام، نعم.
وسمع بعضهم من يقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، .. لا، قول النبي -عليه الصلاة والسلام- لعائشة إذا صادفت ليلة القدر: ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني))، قال: تظن أنك في ليلة القدر؟!.
صفحه ۱۵