الكتب المعتمدة -الشروح المعتمدة- أولا: هذا الكتاب أعني كتاب التوحيد حضي بشروح كثيرة جدا، منذ تأليفه إلى يومنا هذا وهو يشرح، وما من عالم إلا وقد تصدى لشرحه سواء كتب شرحه أو أملاه أو سجل عنه أو ذهب أدراج الرياح قبل التسجيل، لكن لا يوجد عالم تصدى لتعليم الناس، إلا وقد شرح لهم كتاب التوحيد، ولا يوجد طالب علم إلا وقد حفظ كتاب التوحيد؛ لأنه من الكتب المهمة الأصلية في هذا الباب، يعني من القواعد والأسس التي يبنى عليها هذا الفن؛ لأنها في توحيد الألوهية الذي يخفى أمره على كثير من الناس، كثير من بيوت المسلمين -من عوام المسلمين- يقع في الشرك الأكبر وهو لا يدري، فلذا يتعين تعليم الناس -حتى العوام- إجمالا لأبواب هذا الكتاب، ولو ينقل عاد التفاصيل التي يتلقاها طلاب العلم من أهل العلم، الإشكال أن العوام نعم يكفيهم التقليد، ويكفيهم الإيمان الإجمالي، لكن مع ذلك لا يجوز أن يقعوا في خلل وهم في أوساط علمية، وفي بيوتهم من يحسن تعليمهم، ولذا من البر أن يخص المعلم أو المتعلم أقرب الناس إليه، وأحب الناس إليه، بشيء مما ينفعهم في دينهم.
مع الأسف أنه يوجد من كبار السن ذكور وإناث من لا يقرأ حرفا من القرآن، حتى الفاتحة، وفي بيوتهم أفراد ممن يحفظ القرآن، أو يقرأ القرآن بالتجويد، ومع ذلك لا يقدم لهم شيئا، من أبر البر أن تعلم أباك سورة أو سور من القرآن، أو أمك، وأيضا ما يحتاج إليه مما يصح به إسلام المرء.
يعني هل يتصور أن امرأة عاشت في بيئة محققة للتوحيد، ودولة قامت على التوحيد، أن تسمع محاضرة من داعية –امرأة- تحذر من كلمة شركية وتبدأ بها في أذكار النوم هذه المرأة؟
ما تفهم، سمعت هذه الكلمة وحفظتها فبدأت بها، يعني أليس من أبر البر أن يعلم عوام المسلمين هذه العقائد التي تنجيهم من النار؟
قد يعذر المرء بجهله، لكن لماذا ننتظر أن يموت الوالد أو الوالدة على شيء من الشرك ولو لم يكن أكبر، ثم نقول بعد ذلك: نعذره بجهله؟ لماذا لا نعلمه ما يصحح اعتقاده؟
صفحه ۱۱