97

شرح کتاب سیبویه

شرح كتاب سيبويه

پژوهشگر

أحمد حسن مهدلي، علي سيد علي

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

٢٠٠٨ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

وبعد وأول. والعلة الثانية في كسر: " أوان " أنا رأينا: " لات " قد يقع بعدها الأزمنة منصوبة ومرفوعة، إذا لم يكن محذوفا منها شيء، فلو قيل: لات أوانا، أو: لات أوان، كانا معربين، ولم يكن دليلا على حذف شيء، وصار بمنزلة قوله: " لات حينا " و" لات حين " بلا تقدير حذف من " حين " فنونوا لما ذكرنا، وكسروا لأن يخرج هذا من اللبس. وقد زعم بعضهم في: " لات أوان " أن " لات " جارة للأوان، بمنزلة حرف من حروف الخفض، وهو قول بعض الكوفيين. ولو كان كما قال، جاز أن تقول: " ولات حين مناص "؛ لأنه جر فاعرفه إن شاء الله. ومن ذلك: " هنا "، وهو إشارة إلى ما خص من المكان. وفيه ثلاث لغات: هنّا، وهنّا، وهنّا، وهي أردؤها. قال ذو الرمة في التشديد: هنّا وهنّا ومن هنّا لهن بها ... ذات الشمائل والإيمان هينوم (١) ويجوز إدخال حرف التنبيه عليه كما تدخله على: " ذا " إذا أشرت إليه، تقول: " ها هنّا " و" ها هنّا " و" ها هنّا ". واستحق البناء للإشارة والإبهام، كما استحق: " هذا " و" هؤلاء " وما جرى مجراهما. ولا تجوز الإشارة به إلى شيء غير المكان، إلا أن تجريه مجرى المكان مجازا؛ كقولك: " قف حيث أمرك الله "، وإنما " حيث " للمكان، و" زيد دون عمرو في مرتبته وفوقه فيها ". و" دون " و" فوق " يستعملان في حقيقة اللغة لما علا شيئا أو انحط عنه. وقد جاء في الشعر للزمان. قال الأعشى: لات هنّا ذكرى جبيرة أو من ... جاء منها بطائف الأهوال (٢) أراد: ليس هذا أوان ذكرى جبيرة، وهي امرأة. فإذا أشرت إلى مكان منتح متباعد، قلت: " ثمّ " إذا وصلت الكلام، فإذا وقفت عليه وقفت بالهاء، فقلت: " ثمّة ". وإنما ألحقت الهاء إذا وقفت؛ لأن كل متحرك ليست حركته إعرابا، جاز أن يلحق آخره هاء في الوقف؛ نحو: " كيف " و" أين " و" هي " و" هو "؛ فتقول: " كيفه " و" أينه " و" هيه " و" هوه ". قال حسان:

(١) انظر ديوانه ص ٥٧٦. (٢) انظر ديوانه ق ١/ ٣ ص ٣.

1 / 99