قال: وحدثنا إسحق بن منصور أخبرنا أبو علي عبيد الله بن عبد المجيد، قال: حدثنا رباح بن أبي معروف قال: سمعت عطاء قال: أخبرني صفوان بن يعلى عن أبيه -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتاه رجل عليه جبة بها أثر من خلوق، من هذه بيانية فقال: يا رسول الله إني أحرمت بعمرة فكيف أفعل؟ فسكت عنه فلم يرجع إليه، لم يرجع إليه القول، تركه، وكان عمر -رضي الله عنه- يستره إذا أنزل عليه الوحي يظله، فقلت لعمر -رضي الله عنه-: إني أحب إذا أنزل عليه الوحي أن أدخل رأسي معه في الثوب، فلما أنزل عليه خمره عمر -رضي الله عنه- بالثوب، فجئته فأدخلت رأسي معه في الثوب فنظرت إليه فلما سري عنه قال: ((أين السائل آنفا عن العمرة؟ )) فقام إليه الرجل فقال: ((انزع عنك جبتك، واغسل أثر الخلوق الذي بك، وافعل في عمرتك ما كنت فاعلا في حجك)) طريقة الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في بسط الروايات بأسانيدها بالتكرار قد لا يحتمله كثير من طلاب العلم، يريدون الفائدة بسرعة، كثير منهم يمل من قراءة الأصول المسندة، يوجد هذا من كثير من طلاب العلم، يميلون إلى المختصرات، يقولون: هي زبدة، يعني بدلا من أن أكرر في الصحيح ثمانية آلاف رواية أقتصر على ألفين ويكفي، بدون تكرار، الربع، وأصرف باقي الجهد لكتب أخرى، وقل مثل هذا في البخاري، وكم يحرم من يقتصر على المختصرات من علوم وفوائد؟ ودقائق لا يحصل عليها بمزاولة ومعاناة المختصرات، وكل رواية فيها فائدة إسنادية أو متنية لا توجد في التي قبلها، فعلى طالب العلم أن يعنى بالأصول، ولا يعتمد على المختصرات، لا شك أن الذي اختصر الكتاب مجتهد،
صفحه ۳۱