53

شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية

شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية

ناشر

مدار الوطن للنشر

ویراست

الأولى

سال انتشار

۱۴۲۷ ه.ق

محل انتشار

الرياض

تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾(١) [المائدة: ٤٤].

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة، فرجل عَلِم الحق وقضى بخلافه، فهو في النار، ورجلٌ قضى بين الناس على جهل، فهو في النار، ورجلٌ عَلِم الحق وقضى به، فهو في الجنة)(٢) [رواه أهل السنن][١].


(١) القوّة في كل ولاية بحسبها.

ففي باب الحرب، القوّة هي شجاعة القلب، وقوّة البدن، والخبرة بالحروب، والمخادعة فيها، والكرّ والفرّ، وما أشبه ذلك.

وفي الحكم بين الناس، القوة فيه بالعلم، وقوّة الشخصية، وتنفيذ الأحكام، وعدم التهاون بها، وإن كان لو ظهر للحرب صار جبانًا وفرّ من ظله؛ لأن كل شيء بحسبه، حتى في الأمور الحسيّة: النجّار قوي في نجارته، والحدَّاد في حدادته؛ فيُعطَى كل إنسان ما يليق به.

(٢) القاضيان اللذان في النار أشدُّهما الأول.

[١] رواه أبو داود، كتاب الأقضية، باب في القاضي يخطئ، رقم (٣٥٧٣)، وقال أبو داود: ((وهذا أصح شيء فيه، يعني حديث ابن بريدة (القضاة ثلاثة))؛ والترمذي، كتاب الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله في القاضي، رقم: (١٣٢٢)، وابن ماجه، كتاب الأحكام، باب الحاكم يجتهد فيصيب الحق، رقم: (٢٣١٥). والحاكم: (٤/ ٩٠). وقال: ((صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم)) وتعقبه الذهبي بقوله: ((قلت: ابن بكير الغنوي منكر الحديث، قال: وله شاهد صحيح)). وقال ابن عبد الهادي: ((إسناده جيد)). المحرر في الحديث: (٦٣٧/٢) تحقيق يوسف المرعشلي وآخرين.

وقال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (١٨٥/٤): ((له طرق جمعتها في جزء)).

44