شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري - عبد الكريم الخضير
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري - عبد الكريم الخضير
ژانرها
ثم قال بعد ذلك: "حدثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش -سليمان بن مهران- عن شقيق بن سلمة -أبي وائل- قال: كنت مع عبد الله -يعني ابن مسعود- وأبي موسى فقالا: قال النبي ﷺ: «إن بين يدي الساعة -يعني قبلها قريبٌ منها- لأيامًا ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم» وجاء بيان ذلك في الحديث الصحيح: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الرجال، وإنما يقبضه بقبض العلماء، فإذا لم يبقَ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» يكثر الجهل، ويرفع العلم، يرفع بقبض أهله، ليس معناه أنه ينتزع من صدور الرجال، لا، إنما يرفع بقبض أهله، «ويرفع العلم -يعني بموت العلماء- ويكثر فيها الهرج» والهرج: القتل" هو في الرواية الأولى سئل النبي ﵊: أيم هو؟ قال: «القتل القتل» فهو مرفوع، وهنا في هذا الحديث يحتمل الرفع والوقف، أنه من قول عبد الله بن مسعود وأبي موسى، وجاء مرفوعًا في حديث أبي هريرة.
ثم قال: "حدثنا عمر بن حفص قال: حدثنا أبي حفص بن غياث حدثنا الأعمش -سليمان بن مهران- قال: حدثنا شقيق -أبو وائل هذا سبق- قال: جلس عبد الله وأبو موسى فتحدثا فقال أبو موسى: قال النبي ﷺ: «إن بين يدي الساعة أيامًا يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر الهرج» والهرج: القتل"، وهذا كسابقه يحتمل الرفع والوقف، وأنه من قول أبي موسى الراوي فقال أبو موسى.
2 / 17