ابن كمال باشا في تفسيره. وما أشرنا إليه من جواز إطلاق «رب» نكرة ومقيدًا على غيره ﷾ كرب الدار ونحوه، هو الذي عليه الجمهور، وبحث فيه الطيبي في حواشي الكشاف وشرح المشكاة وغيرهما، قائلًا: إنه لا يجوز إطلاقه على غير الله مطلقًا، واستدل لذلك بحديث الصحيحين عن أبي هريرة: «لا يقل أحدكم ربي، وليقل سيدي ومولاي». وأما قول يوسف ﵇ فهو ملحق بقوله تعالى: ﴿وخروا له سجدًا﴾، من الاختصاص بزمانه. وأجيب عنه بوجوه مذكورة في حواشي الكشاف والبيضاوي وغيرهما من المطولات التي لسنا بصدد التنزل لها.
و«العالمين»: جمع عالم بفتح اللام، وهو اسم لما يعلم به الشيء كالخاتم والقالب، غلب فيما يعلم به الصانع، سبحانه، وهو كل ما سواه من الجواهر والأعراض، فإنها لإمكانها وافتقارها إلى مؤثر واجبة لذاته تدل على وجوده، وإنما جمعه ليشمل ما تحته من الأجناس المختلفة، وغلب للعقلاء منهم فجمعه بالياء والنون كسائر أوصافهم، هذا هو الذي صدر في «معالم التنزيل»، وحكى غيره من الأقوال بـ «قليل»، وصدر في الكشاف بأن العالم
1 / 43