190

شرح الكوكب المنير

شرح الكوكب المنير

پژوهشگر

محمد الزحيلي ونزيه حماد

ناشر

مكتبة العبيكان

شماره نسخه

الطبعة الثانية ١٤١٨ هـ

سال انتشار

١٩٩٧ مـ

كَمَا هُنَا، وَإِنْ سُمِّيَ كَذِبًا فَمَجَازٌ بِاعْتِبَارِ الصُّورَةِ، كَمَا جَاءَ [فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ] "لَمْ يَكْذِبْ إبْرَاهِيمُ إلاَّ ثَلاثَ كَذَبَاتٍ"١. الْمُرَادُ: صُورَةُ ذَلِكَ، وَهُوَ فِي نَفْسِهِ حَقٌّ وَصِدْقٌ.

١ الحديث أخرجه البخاري "فتح الباري ٦/ ٢٤٦" ومسلم "٤/ ١٨٤٠" وأبو داود "٢/ ٣٥٥" والترمذي "تحفة الأحوذي ٩/ ٦" وأحمد في مسنده "٢/ ٤٠٣" عن أبي هريرة مرفوعًا. وهذه الكذبات الثلاثة جاء ذكرها في سائر رواياته وهي: قوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ وقوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ ولم يكن سقيمًا، وقوله للجبار الذي اعترضة وسأله عن سارة: إنها أختي، ويقصد أُخته في الإيمان.
قال ابن عقيل: دلالةُ العقل تصرفُ ظاهرَ إطلاق الكذب على إبراهيم، وذلك أن العقل قطع بأن الرسول ينبغي أن يكون موثوقًا به، ليُعْلَمَ صدقُ ما جاء به عن الله، ولا ثقَةَ مع تجويز الكذب عليه، فكيف مع وجود الكذب منه!! وإنما أطلق عليه ذلك لكونه بصورة الكذب عند السامع وعلى تقديره. "انظر فتح الباري ٦/ ٢٤٦".

1 / 203