بين الكافية الشافية، والدرة الألفية:
قرأ ابن مالك ألفية ابن معط فراقت في عينه، وأعجب بها، ولعله لم يشاهد فيها كل ما كان يحب أن يراه، فعارضها بأرجوزته "الكافية الشافية" لتكون أعم منها وأشمل، محتوية على ما فات ابن معط من أحكام النحو وأسراره، منظمة الأبواب، سهلة الاستيعاب، يحتاج إليها الأساتذة والطلاب.
ومن هنا يبدو جليًا لقارئ كافية ابن مالك الشافية، ودرة ابن معط الألفية تقارب المنهج الذي سلكه العالمان الجليلان، كما يظهر له تأثر ابن مالك في أرجوزته بابن معط في ألفيته، ويتجلى هذا التأثر والتأثير في أمور منها:
وجود أبيات بكامل هيئتها، وفي نفس موضعها في المنظومتين فابن معط يقول في باب البدل (١).
وأبدلوا الفعل من الفعل إذا ... كان بمعناه وذاك مثل ذا
إن على الله أن تبايعا ... تؤخذ كرهًا أو تجيء طائعًا
وابن مالك في باب البدل يقول (٢):
والفعل قد يبدل من فعل كما ... قد قال بعض الراجزين القدما
وإن على الله أن تبايعا ... تؤخذ كرهًا أو تجيء طائعًا
ب- الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في النظم
قال ابن مالك في الكافية الشافية في "باب ما ولا وإن المشبهات. بليس" (٣).
_________
(١) ألفية ابن معط ص ٢٧.
(٢) الكافية الشافية ص ٧٠.
(٣) الكافية الشافية ص ١٩.
1 / 40