قوله: «عن عبد الأعلى بن داود»: الموجود في كتب الرجال عبد الله بن داود بن عامر الهمداني الشعبي أبو عبد الرحمن الخريبي بضم المعجمة وفتح الراء وإسكان التحتانية بعدها موحدة نسبة إلى خريبة محلة سكنها، وتسمى البصيرة الصغرى وهي محلة بالبصرة، وهو أحد الأعلام، يروي عن هشام بن عروة والأعمش وسلمى بن نبيط وابن جريج، ويروي عنه بشر بن الحارث ومسدد وبندار وعمرو بن علي ونصر بن علي وزيد أخرم وخلق، وثقه ابن معين وأبو حاتم وقال ابن سعد: كان ثقة عابدا ناسكا، وقال الكديمي: سمعته يقول: ما كذبت إلا مرة، قال لي أبي: قرأت على المعلم؟ قلت: نعم، وقال الذهلي: سألته عن التوكل فقال: حسن الظن بالله، قال ابن سعد: مات سنة ثلاث عشر ومائتين عن سبع وثمانين سنة قوله: «عن عكرمة»: بكسر العين المهملة وسكون الكاف وكسر الراء وفتح الميم بعدها هاء ساكنة، هو في الأصل اسم الحمامة الأنثى، فسمي به الإنسان ثم إن الظاهر أن عكرمة هذا هو عكرمة ابن عبد الله البربري مولى عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما، أصله من البربر من أهل المغرب كان لحصين بن الخير العنبري فوهبه لابن عباس حين ولي البصرة لعلي بن أبي طالب، واجتهد ابن عباس في تعليمه القرآن والسنن وسماه بأسماء العرب، حدث عن عبد الله بن عباس وعبد الله ابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري والحسن بن علي وعائشة وأبي قتادة ومعاوية، وروى عنه الشعبي وإبراهيم النخعي وأبو الشعثاء من أقرانه وعمرو بن دينار وقتادة وأيوب وغيرهم، قال الشعبي: ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة، رموه بغير نوع من البدعة، قال العجلي: ثقة بريء مما يرميه الناس به، ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي ومن القدماء أيوب السختياني، لكن في السير المغربية أنه خرج إلى أرض المغرب يدعو إلى مذهب <01/36> الصفرية، ومع ذلك فهو مقبول الرواية. وتوفي سنة سبع ومائة، وقيل: سنة ست ومائة، وقيل: سنة خمس ومائة، وقيل: سنة خمس عشرة ومائة والله أعلم، وعمره ثمانون وقيل أربع وثمانون، مات بالمدينة، وقيل: بالقيروان من أرض المغرب والله أعلم.
صفحه ۳۳