360

شرح إحقاق الحق

شرح إحقاق الحق

ویرایشگر

تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي

امپراتوری‌ها
عثمانیان

أقول: قد توارد بعض الفضلاء المعاصرين في حاشيته على شرح أصول ابن الحاجب بهذا الجواب ظنا منه أنه وجد تمرة الغراب (1) حيث قال: إن الحكم بأنا نعلم بالضرورة أو بالنظر أن الصدق النافع والكذب الضار يترتب عليهما الثواب أو العقاب في العقبى بعيد، لأن العقل لا يستقل في أمر الآخرة " إنتهى "، وقد دفعناه (2) قبل ذلك في تعليقاتنا على ذلك الشرح: بأن الاستبعاد إنما يتوجه لو أريد الثواب والعقاب بخصوصياتهما المعلومة من عرف الشرع، ككون الثواب عطية يستحقها العبد من الله تعالى دائما في دار الآخرة، وأما إذا أريد به العطاء (3) <div>____________________

<div class="explanation"> (1) هذا مثل معروف عند العرب يضرب به في حق من أتى بشئ خسيس زاعما أنه أغلى وأثمن ما يوجد.

(2) هذا الدفع اختيار للشق الثاني من جواب الناصب، وإنما لم يتعرض للدفع باختيار الشق الأول أيضا اعتمادا على ظهور ذلك بما ذكرناه قريبا من إثبات الاستلزام بين معاني الحسن والقبح.

(3) ويؤيد أن أصل معنى الثواب ما ذكرناه، ما ذكره المصنف رفع الله درجته في شرح الياقوت (اسمه أنوار الملكوت) من أن الثواب عبارة عن النفع المقارن للتعظيم والاجلال وأيضا يؤيده تعبير الحكماء المثبتين للمعاد الروحاني عن جزاء الأعمال بالثواب والعقاب أيضا، كما صرح به المحقق الطوسي " ره " في قواعد العقائد حيث قال: المسألة الرابعة في الثواب والعقاب وهما أما بدنيان كاللذات الجسمانية، وأما نفسيان كالتعظيم والاجلال، وكالخزي والهوان وتفصيلهما لا يعلم إلا بالشرع. وقال في موضع آخر: وأما القائلون بالثواب والعقاب النفسانيين قالوا: النفوس باقية أبدا، فإن كانت مدركة لذاتها اللذات الباقية معتقدة بما يجب عليها أن تعتقدها متخلقة بالأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة منقطعة العلاقة عن الأشياء الفانية وكان جميع ذلك ملكة راسخة فيها، كانت من أهل الثواب الدائم، وإن كانت عديمة الادراك للذات الباقية معتقدة لما لا يكون مطابقا لنفس الأمر مائلة إلى اللذات البدنية منغمسة في الأمور الدنيوية الفانية متخلقة بالأخلاق الفاسدة وكان ذلك ملكة راسخة فيها، كانت من أهل العقاب الدائم لفقدان ما ينبغي لها ووجود ما لا ينبغي معها دائما، وبين المرتبتين مراتب لا نهاية لها بعضها أميل إلى السعادة وبعضها أميل إلى الشقاوة وإن كانت الخيرات والشرور غير متمكنة منها تمكن الملكات بل كانت الخ. منه " قده ".</div>

صفحه ۳۶۴