شرح إحقاق الحق

سید مرعشی d. 1411 AH
143

شرح إحقاق الحق

شرح إحقاق الحق

پژوهشگر

تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي

خثى (1) البقر البحري، فتشاوروا في ذلك، وأسروا النجوى مع الرئيس، فأجمعوا عن آخرهم على أن لنا ثيرانا (2) فنصنع حوضا عظيما، وندخل تلك الثيران فيه ليحصل لنا من العنبر قدر كثير فنتطيب به ونهديه إلى الأصحاب والأحباب، ونبيع ما فضل من ذلك ونصرفه في حوائجنا ونستغني بذلك عما نحن فيه من الأعمال الشاقة والحركات العنيفة، ونخلص بذلك الشغل عن الإخراجات والحراجات والمطالبات الديوانية، فجزموا على هذا الرأي وصنعوا حوضا عظيما وأجروا فيه الماء وأدخلوا ثيرانهم فيه وقت الربيع، فلما راثت الثيران أخذوا من خثاها و استطابوه، لأن لخثاء البقر في ذلك الوقت رائحة غير منكرة، فلما كثر ذلك عندهم وفضل عن حاجاتهم حملوا بعضا منه إلى العطار ليبيعوا منه، فلما رآه العطار قال هذا عنبر زكي الرائحة لا يوجد مثله في خزانة السلاطين، فاحفظوه لنفسكم و لأحبابكم وما فضل منكم فادخروه لأعقابكم، فإنه علق (3) نفيس لا يعرف قدره إلا بصير كامل خبير عاقل مثلكم، وأنى لكم الأمثال؟!، ثم لا يذهب عليك أن الذي ألجأ فخر الدين الرازي وما تأخر عنه إلى أن جعلوا النزاع لفظيا، هو العجز عن إتمام الدليل العقلي على إمكان الرؤية حتى أن الرازي فضح نفسه في كتاب الأربعين، فقال بعد ذكر دليل الأشاعرة وذكر الأسؤلة والإيرادات الكثيرة عليه: إعلم أن (4) الدليل العقلي المعول عليه في هذه المسألة هذا الذي أوردناه، <div>____________________

<div class="explanation"> (1) الخثى: بكسر الخاء مختوما بالألف المقصورة: الروث.

(2) هو جمع ثور. يطلق على الذكور والإناث.

(3) بكسر الأول وسكون الثاني. النفيس من كل شئ.

(4) ذكره في كتابه المسمى بالأربعين في أصول الدين ص 197، طبع حيدرآباد، في أواخر السؤال الثاني عشر وكذا في رد شبهات المعتزلة، والتجأ في طي كلماته تارة بجعل الرؤية بمعنى الكشف المعنوي القلبي، وأخرى بمعنى آخر وثالثة لاذ بالأخذ بظواهر الأدلة النقلية، من دون تأويل، كداود الجواربي وغيره فراجع.</div>

صفحه ۱۴۳