أمحمد ها أنت ضنء نجيبة ... من قومها والفحل فحل معرق
وقف المصنف عند "أمحمد" وهو علم حقه البناء على الضم فقال: "نونت المنادي مع الضم ضرورة، وسيبويه يجوز ذلك".
وكذلك وقف في جزيئة نحوية في بيت سالم بن قحفان الوارد في القطعة (١١) من باب الأضياف، وهو البيت الذي يقول فيه:
فإني لا تبكي علي إفالها ... إذا شبعت من روض أوطانها بقلا
فقد علق على نصب "بقل" بقوله: "نصب بقلا لأن معنى إذا شبعت إذا رعت، والعرب تقول شبعت خبزًا ولحمًا يعنون من خبز ولحم".
والذي نلاحظه في هذه الوقفات النحوية التي تتصل بجزيئة في البيت إن غاية المصنف منها هي إبراز المعنى وتوضيحه، ولهذا يعرضها في إيجاز دون إطالة بل نراه أحيانا يدفعه الإيجاز إلى أن يترك لقارئه فرصة استيحاء ما يريد قوله، ومن ذلك أنه وقف في جزيئة نحوية في بيت الأعرج المعني الوارد في الحماسية (١١٧) الذي يقول فيه مشيرا إلى زوجه التي لامته على أن يسقي فرسه "الورد" من لبن ناقته:
تلوم علي أن أعطي الورد لقحمة ... وما تستوي والورد ساعة تفزع
فقد اثبت المتن رواية "والورد" بالنصب ثم قال: "والورد نصب لأن الواو بمعنى مع، ورفعه حسن"، ولم يبين وجه الرفع وإنما تركه للقاريء لأنه معلوم أي وما تستوي هي والورد، على العطف.
والحق أنه كان كذلك في جل الوقفات التي اشتمل عليها الشرح، ولم أره يسترسل في جزيئة نحوية إلا في موضع واحد، وذلك في بيت الهجاء الوارد في القطعة (٥٥) من باب الهجاء والذي جاء فيه:
2 / 46