شرح الحديث المقتفى

ابو شامه d. 665 AH
117

شرح الحديث المقتفى

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

پژوهشگر

جمال عزون

ناشر

مكتبة العمرين العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

محل انتشار

الشارقة/ الإمارات

يعلم الْغَيْب ويخبر بِمَا فِي غَد، فَلَمَّا كَانَ هَذَا من مَذْهَب النَّصَارَى الكذبة على الله المدعين الْمحَال عدل عَن ذكر عِيسَى إِلَى ذكر مُوسَى ﵉، لعلمه أَو لاعْتِقَاده أَن جِبْرِيل كَانَ ينزل على مُوسَى، لَكِن ورقة قد ثَبت إيمَانه بِمُحَمد ﷺ، وَقد قدمنَا حَدِيث التِّرْمِذِيّ أَن رَسُول الله ﷺ رَآهُ فِي الْمَنَام وَعَلِيهِ ثِيَاب بيض إِلَى آخر الحَدِيث ". قلت: قد سبق فِي حَدِيث عداس - وَكَانَ أَيْضا نَصْرَانِيّا - أَنه وصف جِبْرِيل لِخَدِيجَة فَقَالَ: أَنه أَمِين الله بَينه وَبَين النَّبِيين، وَهُوَ صَاحب مُوسَى وَعِيسَى ﵉. وَفِي كتاب " الدَّلَائِل " لأبي نعيم عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن عُرْوَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ ورقة - لما ذكرت لَهُ خَدِيجَة أَنه ذكر لَهَا جِبْرِيل -: سبوح سبوح، وَمَا لجبريل يذكر فِي هَذِه الأَرْض الَّتِي تعبد فِيهَا الْأَوْثَان، جِبْرِيل أَمِين الله بَينه وَبَين رسله، اذهبي بِهِ إِلَى الْمَكَان الَّذِي رأى فِيهِ مَا رأى فَإِذا أَتَاهُ فتحسري، فَإِن يكن من عِنْد الله لَا يرَاهُ، فَفعلت فَلَمَّا تحسرت تغيب جِبْرِيل فَلم يره، فَرَجَعت وأخبرت ورقة، فَقَالَ: إِنَّه ليَأْتِيه الناموس الْأَكْبَر الَّذِي لَا يُعلمهُ بَنو إِسْرَائِيل أَبْنَاءَهُم إِلَّا بِالثّمن، ثمَّ أَقَامَ ورقة ينْتَظر إِظْهَار الدعْوَة. وَرَوَاهُ عَليّ بن مسْهر عَن هِشَام وَقَالَ: لَئِن كنت صدقتني إِنَّه ليَأْتِيه الناموس الْأَكْبَر ناموس عِيسَى الَّذِي لَا يُعلمهُ بَنو إِسْرَائِيل أَبْنَاءَهُم، وَلَئِن نطق وَأَنا حَيّ لأبلين الله فِيهِ بلَاء حسنا.

1 / 159