شرح الحديث المقتفى

ابو شامه d. 665 AH
111

شرح الحديث المقتفى

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

پژوهشگر

جمال عزون

ناشر

مكتبة العمرين العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

محل انتشار

الشارقة/ الإمارات

حرمه الله ﷿ من الدَّم والذبيحة على النصب وَمن أَبْوَاب الظُّلم فِي الْجَاهِلِيَّة، فَعمد هُوَ وورقة بن نَوْفَل يلتمسان الْعلم حَتَّى وَقعا بِالشَّام، فعرضت الْيَهُود عَلَيْهِمَا دينهم فكرهاه وسألا رُهْبَان النصرانيىة، فَأَما ورقة فَتَنَصَّرَ، وَأما زيد فكره النَّصْرَانِيَّة فَقَالَ لَهُ قَائِل من الرهبان: أَنَّك تلتمس دينا لَيْسَ يُوجد الْيَوْم فِي الأَرْض، فَقَالَ لَهُ زيد: أَي دين ذَلِك؟ قَالَ الْقَائِل: دين الْقيم دين إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن، قَالَ: وَمَا كَانَ دينه؟ قَالَ: كَانَ حَنِيفا مُسلما، فَلَمَّا وصف لَهُ دين إِبْرَاهِيم قَالَ زيد: أَنا على دين إِبْرَاهِيم، وَأَنا ساجد نَحْو الْكَعْبَة الَّتِي بنى إِبْرَاهِيم، فَسجدَ نَحْو الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة، وَقَالَ زيد لما تبين الْهدى: (أسلمت وَجْهي لمن أسلمت ... لَهُ المزن تحمل عذبا زلالا) ثمَّ توفّي زيد وَبَقِي ورقة بعده كَمَا يَزْعمُونَ سِنِين، فَلَمَّا وصفت خَدِيجَة لورقة حِين جَاءَتْهُ شَأْن مُحَمَّد ﷺ وَذكرت لَهُ جِبْرِيل ﵇ وَمَا جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُول الله ﷺ من عِنْد الله ﷿ قَالَ لَهَا ورقة: يَا ابْنة أخي، مَا أَدْرِي لَعَلَّ صَاحبك النَّبِي الَّذِي تنْتَظر أهل الْكتاب الَّذِي يجدونه مَكْتُوبًا عِنْدهم فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل، وَأقسم بِاللَّه لَئِن كَانَ إِيَّاه ثمَّ أظهر دعاءه وَأَنا حَيّ لأبلين الله فِي طَاعَة رَسُوله وَحسن مؤازرته الصَّبْر والنصر، فَمَاتَ ورقة ".

1 / 153