بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للهِ حمدًا طيبًا مباركًا فيه؛ كما يحبُّ رَبُّنا ويرضى، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد وآله وصحبه، ومَن بِسُنَّتِهِ اهتدى، وبأثره اقتفى.
أما بعد:
فهذا شرحٌ مختصرٌ لَطيفٌ؛ لمنظومة ابن فَرْح الإِشبيلي «غرامي صحيح» للإِمام، الحافظ، شمس الدين، أبي عبد الله، محمد بن أحمد بن عبد الهادي، المقدسي، الحنبلي، المُتوفَّى سنة (٧٤٤ هـ) رحمه الله تعالى.
وقصيدةُ ابنِ فَرْح المعنيةُ بالشرح؛ قصيدةٌ عذبةُ المعاني، بديعةُ المباني، فريدةٌ في بابها. صَاغ مؤلِّفُها فيها أكثرَ أنواع علوم الحديث في قالب غزلي رقيق؛ بأسلوبٍ سلس بديع.
ومِن ثَمَّ؛ لاقت إِقبالًا ورواجًا في أوساط العُلماء وطَلَبة العِلم، ووقعتْ منهم موقعًا حسنًا.
قال تاجُ الدين السُّبكي: وهذه القصيدة بليغةٌ جامعةٌ لغالب أنواع الحديث.
قال ابنُ ناصر الدين: .. لقد حفِظَها جماعةٌ؛ وعلى فهمها عوَّلوا.
لذا؛ نالت نصيبًا وافرًا من العِناية والاهتمام؛ مِنْ لدن عصر المؤلِّفِ ﵀ إِلى عصرنا هذا. فَرُويت، وعُورضت، وحُفظت، وشُرحت شروحًا كثيرة؛ بين مقلٍّ ومستكثر، ومُسهب وموجز.