شرح فصول أبقراط للكيلاني
شرح فصول أبقراط للكيلاني
ژانرها
147
[aphorism]
قال أبقراط رحمه * الله (1130) : حدوث الفواق وحمرة العينين بعد القيء دليل رديء.
[commentary]
واعلم أن العين عضو إلى حساس باصر مركب من الرطوبات والصفاقات التي سنذكرها عن قريب. * أما (1131) طبيعتها فحارة لكثرة ما يخالطها من العروق والشرايين PageVW0P116B ورطب لأن نشوءها من الدماغ. * أما (1132) منفعتها فهي أن تؤقي البدن من الآفات الواردة عليها من خارج وترشده إلى حيث تريد. وافهم أن قوة الباصرة ومادة الروح الباصرة تنفذ إلى العين من طريق * العصبتين (1133) المجوفتين ، وإذا انحدرت العصبة إلى الحجاج اتسع طرف كل واحد منهما اتساعا يحيط بالرطوبات التي في الحدقة التي أوسطها الجليدية، وهي رطوبة صافية كالبرد والجليدية مستديرة تفرطحها من قدامها وجعل وراءها رطوبة أخرى تأتيها من الدماغ لتغذوها، وهذه الرطوبة تشبه الزجاج الذائب وتسمى زجاجية، وقدامها رطوبة أخرى تشبه بياض البيض، وتسمى بيضية. ثم إن طرف العصبة يحتوي على الزجاجية والجليدية احتواء الشبكة على الصيد ، فلذلك مؤخرة تسمى شبكية وتنبث من طرفها الذي PageVW1P081A إلى قدام نسج عنكبوتي، وهذا صفاق رقيق لطيف حاجز بين الجليدية وبين البيضية. واعلم أن على الدماغ غشائين، أحدهما رقيق لين ومنفعته أن يغذي الدماغ بما فيه من الأوردة والشرايين، والآخر غليظ صلب يلي القحف ومنفعته أن يوقي الدماغ من العظم. فمن طرف هذا الغشاء الرقيق الذي يأتي الحجاج ينتسج عروقا كالمشيمة لأنه PageVW0P117A منفذ الغذاء بالحقيقة، ويسمي جزؤه المؤخر مشيميا. وما جاوز ذلك الحد إلى قدام فيثخن صفاقا إلى الغلظ ما هو * ذو (1134) لون اسمانجوني بين البياض والسواد * ليجمع (1135) نور البصر وليحول بين الرطوبات * وبين (1136) القرني الشديد الصلابة، ولا يتم احاطته من قدامه لئلا يمنع البصر بل يخلي قدامه فرجة وثقبة كما يبقى من العنب عند نزع ثفروقه عنه. وفي تلك البقية تقع الرؤية وإذا انسدت منعت الأبصار. وفي باطن هذه الطبقة العينية خمل ليكون لين الملمس. وأما * الطبقة (1137) الصلبة فإن منبتها وابتداءها من الغشاء الصلب ومنفعتها أن توقي العين من العظم الذي هي فيه، ويسمى مؤخرها طبقة صلبة ومقدمها يحيط بجميع الحدقة ويشف لئلا يمنع الإبصار، ويكون في لون القرن المرقق، ويسمي قرنية. وأما الطبقة الملتحمة فإنها جسم غضروفي غليظ صلب منبتها من الغشاء الصلب الذي فوق القحف ومنفعة هذه الطبقة أنها تربط العين وتشدها من خارج كما تربطها الصلبة PageVW1P081B من داخل، وهي ملتحمة بالقرنية، فلذلك سميت ملتحمة لما عرفت أن ما في العين من الرطوبات والطبقات كلها دماغية. فمتى أحمرت العين واستولت على طبقاتها الحمرة دلت على أن في الدماغ PageVW0P117B آفة ما وحدث فيه ورم حار من ارتقاء الخلط المراري وتصاعد الأبخرة الغليظة إليه. وأما الفواق بعد القيء يحدث من خلط * مؤذ (1138) للمعدة إذا كان المؤذي في جرمها ومحتبس بين طبقاتها لأنه لو كان في جوفها لحدث الغثيان، يعني الفواق الحادث بعد القيء مع حمرة العينين دليل على آفة الدماغ والمعدة وكلاهما رديء.
148
[aphorism]
قال أبقراط الحكيم: إذا حدث تشنج بعد استفراغ شيء أو قيء أو فواق فليس ذلك بدليل محمود.
[commentary]
يعني التشنج الذي يحدث بعد الاستفراغات وبعقب الإسهال أو القيء المفرطين يكون تشنجا يابسا عسر البرء ولا يبرأ إلا في الصبيان والشبان في النادر وفي زمان طويل لأن وجوده بعد الاستفراغ المفرط دليل على انعدام الرطوبات واستيلاء اليبس على الأعصاب فجفت وتشنجت. والفواق حركة مركبة من انقباض وانبساط يعرض في فم المعدة أو في جميع جرمها أو في المريء منها، فهذا الفواق بعد الاستفراغات أيضا علامة رديئة. ودليل يبس وجفاف شديد يعرض في جزء من أجزاء المعدة فتشنج وحدث الفواق اليابس. وتريد الطبيعة أن تحركه إلى الانبساط وهو لا يطاوع لصلابته فيقع * من (1139) المدافعة بين المادة PageVW1P082A والطبيعة PageVW0P118A تشنج انقباضي وتمدد انبساطي، فلا يكون التشنج والفواق اليابسين دليلا محمودا.
صفحه نامشخص