شرح فصول أبقراط للكيلاني
شرح فصول أبقراط للكيلاني
ژانرها
قال أبقراط رحمه * الله (132) : الإعياء الذي لا يعرف له سبب ينذر * بالمرض. (133)
[commentary]
الإعياء هو ضعف القوة المحركة بسبب ضعف آلات البدن وكلالتها. وسبب هذا الضعف إما وارد على جرم العضو أو على الروح الحامل للقوة المحركة أو على نفس القوة. والذي يكون السبب فيه خاصا بالعضو فإما سوء مزاج يفسد بسببه مزاج الروح * الحامل (134) للقوة، والذي يكون خاصا بالروح فهو إما تحلل باستفراغ يخصه، والذي يخص القوة فكثرة الافعال وتكررها، فإنها توهن القوة. وإذا لم يكن للإعياء PageVW0P022A سبب ظاهر من مزاولة الحركات وتكرر الافعال التي تسخن الأعضاء وتجلب إليها الفضول بسبب سوء مزاجها وضعفها، فتثقل الفضلات على القوة المحركة، فيحدث الإعياء ينذر بالمرض لأن الفضلات المتجلبة المثقلة وسوء المزاج إما عارضة وإما على الأعضاء التي هي آلات للقوة المحركة فتنالها الكلالة بسبب ضعف الأعضاء أو وردت على الروح الحامل للقوة المحركة فحدث به الإعياء أو تثقل الفضلات القوة بحيث عرض لها منها ما يعرض لها في وقت تكرر الافعال PageVW1P014B ومزاولة الحركات. * فالأعياء (135) يكون * كلالا (136) يلحق القوة المحركة من جهة الأسباب المذكورة، * وهي (137) ثلاثة أصناف: القروحي والتمددي والورمي. فالقروحي إعياء يحس * منه (138) في الظاهر من الجلد شبيه بمس القروح وقد يحس ذلك في المس وقد * يحس (139) به صاحبه عند حركته وضعف تثاؤبه وتمطيه وكراهته الحركات وسببه كثرة فضول رقيقة حادة وانتشار أخلاط رديئة. * وأما تمددي (140) يحس صاحبه كان بدنه قد رض ويحس بحرارة وتمدد ويكره صاحبه الحركة PageVW0P022B ويكون من فضول محتبسة في العضل. والإعياء الورمي فهو أن يكون البدن أسخن من العادة وشبيها بالمنتفخ حجما ولونا ويتأذى بالمس والحركة. فهذه كلها تنذر بالمرض إن لم يكن للإعياء سبب * ظاهر (141) .
19
[aphorism]
قال أبقراط : المشايخ أحمل الناس للصوم ومن بعدهم الكهول والفتيان أقل احتمالا له وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان، ومن كان من الصبيان أقوى شهوة فهو أقل * احتمالا (142) * له (143) .
[commentary]
اعلم أن القوة الغاذية وهي التي تحيل الغذاء إلى مشابهة المغتذي تورد الغذاء في البدن تارة مساويا لما يتحلل وتارة أنقص وتارة أزيد، والنمو لا يكون إلا بأن يكون الوارد أزيد من المتحلل لأن النمو يحتاج إلى تحصيل دم أكثر مما يتحلل من البدن ليجعل البعض بدلا لما تحلل، والباقي زيادة في جوهر الأعضاء على التناسب الطبيعي الذي هو النمو. إن * الأسنان (144) أربعة: سن النمو وهو إلى قريب من ثلاثين سنة وينقسم إلى سن الطفولة وإلى سن الصبوية PageVW0P023A والفتى، ثم سن الوقوف PageVW1P015A وهو إلى نحو من خمس وثلاثين سنة أو أربعين وهو سن الشباب، وسن الانحطاط مع بقاء القوة وهو سن المكتهلين وهو إلى نحو من ستين سنة، وسن الانحطاط مع ظهور الضعف وهو سن الشيوخ إلى آخر العمر. ولما كان الدم الذي يخلف بدل ما يتحلل وينصرف إلى النماء والنشوء يحتاج إلى تناول غذاء كثير فيكون الصبيان أقل الناس احتمالا للصوم وأحوج إلى الطعام ليصرف بعضه إلى بدل ما يتحلل والبعض إلى النماء، ولأن الصبيان لنعومة أبدانهم ورطوبتها وكثرة حركاتهم أكثر تحليلا ولقرب عهدهم بالمني والروح هم أرطب من المعتدل لأجل النمو ولأن الرطوبة مادة للنمو، * ولما كان النمو (145) لا يحصل إلا عند تمدد الأعضاء الأصلية والتمديد لا يتم إلا عند أمرين: أحدهما: كون العضو قابلا للتمديد برطوبته والآخر ما يفعل ذلك التمديد وهو الحار الغريزي. فيثبت أن في الصبيان الحرارة والرطوبة أكثر * ولتوفر (146) حرارتهم الغريزية كانوا أشد اشتهاء وأقل احتمالا PageVW0P023B للصوم ولرطوبة أبدانهم كانوا أكثر تحليلا لأن الهيولى * المتحلل (147) هو * الجوهر الرطب (148) والفاعل له الحرارة، فيحتاجون إلى غذاء أزيد من المتحلل ولأن النمو يحتاج إلى أمرين: لتبدل ما يتحلل ولزيادة جوهر الأعضاء. فيكون أقل احتمالا للصوم والجوع وأكثر احتياجا إلى الغذاء. وما كان من الصبيان أكثر حرارة غريزية يكون أقوى شهوة ومن كان أقوى شهوة فهو أقل احتمالا للصوم. ثم من بعدهم الشبان * لأن (149) أفعالهم الطبيعية من الشهوة والهضم أكثر * وأقوى (150) * الحرارة (151) PageVW1P015B الغريزية المستفادة فيهم من المني أحدث وأجمع بالنسبة إلى الكهول، ولم يقع لهم سبب يزيد في حرارتهم الغريزية ولم يقع بسبب لطفها بل تلك الحرارة مستحفظة فيهم برطوبة معتدلة في الكيفية والكمية معا. فيكون * حينئذ (152) الوارد على البدن مساويا لما تحلل منهم، ويكون وسطا بين سن النمو والانحطاط في احتمال الصوم والجوع. وأنهم أرطب من الكهول في المزاج وأكثر تحليلا، فيكون أقل احتمالا بالنسبة إلى الكهول PageVW0P024A والمشايخ لسلوكهم طريق الفناء وقلة حرارتهم الغريزية لكثرة تحليلات مضت في مادتها وهي الرطوبة الغريزية واستحالهم إلى المزاج البارد اليابس * الغير (153) القابل للتحليل وتشرب الغذاء فيهم، فلا يحتاجون إلا قليلا من بدل ما يتحلل ولضعف حرارتهم الغريزية وقصور * هضمهم (154) ونقصان استمرائهم هم أحمل الناس للصوم والجوع.
20
[aphorism]
صفحه نامشخص