شرح فصول أبقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرها
الشرح (239): كما يختلف تقدير الغذاء في الأسنان لاختلافها في كثرة الحار الغريزي وقلته، كذلك (240) يختلف في PageVW0P027B الفصول لذلك (241). والجوف يقال في اللغة (242) على التقعير، ويقال في الطب على شيئين، أحدهما: يسمى الجوف الأعلى وهو الحاوي لآلات النفس (243)، [L4 12a] وهو الصدر. وثانيهما: يسمى الجوف الأسفل وهو الحاوي PageVW2P021B لآلات الغذاء. و"الأجواف في الشتاء والربيع أسخن" أما في الشتاء فلأمرين: أحدهما: إن قوة البرد الخارجي يمنع تحلل البخارات الحارة، فتحتبس (244) وتسخن. وثانيهما: إن كل جسم برد ظاهره أو سخن فلابد وأن يكون باطنه بضد تلك الكيفية، وسبب ذلك أن القوة المسخنة أو المبردة التي تكون في الجسم يتوفر فعلها على الأجزاء الباطنة بمنع الكيفية الخارجية إياها عن التأثير في الأجزاء الخارجة، ولا شك أن (245) المنفعل (246) إذا قل (247)، قوى تأثير المؤثر (248) فيه. وأما ما يقال من هرب الحرارة أو البرودة من ضدها فمن الخرافات، فإن الأعراض يستحيل انتقالها من محل إلى آخر. وسخونة الأجواف في الشتاء بهذا الوجه تكون طبيعية، لأنها من فعل الحرارة الغريزية؛ ولهذا قال أبقراط: "أسخن ما تكون بالطبع" وإنما لم (249) يتعرض للسخونة PageVW0P028A الأخرى لأن تلك لا توجب في الهضم قوة يعتد بها بخلاف هذه. وأما في الربيع؛ فلأن الهواء فيه لا يكون من السخونة PageVW2P022A بقدر يبطل فعل الشتاء، فتبقى سخون الأجواف كما كانت في الشتاء أو أقل سخونة بقليل. قوله: "والنوم فيهما أطول (250)" سبب ذلك كثرة الرطوبة الهوائية والبدنية، وزيادة الدم. قوله: "فينبغي في هذين الوقتين أن يكون ما يتناول من الغذاء أكثر" سبب ذلك زيادة الهضم بقوة الحرارة الغريزية وزيادة النوم، فيكون آمن (251) من فساد الغذاء الكثير، ولا كذلك الفصول الأخر. قوله: "وذلك أن الحار الغريزي في الأبدان في هذين الوقتين كثير، ولذلك يحتاج إلى غذاء كثير" هذا دليل آخر (252) على وجوب تكثير الغذاء، وسبب كثرة الحار الغريزي في الأبدان في هذين الوقتين هو PageVW1P012B قلة ما يتحلل منهما (253) من الرطوبات الغريزية، وذلك يحوج إلى الغذاء (254) أكثر لما بيناه في الأسنان. فإن قيل: لو كان الحار الغريزي في الشتاء أكثر PageVW0P028B لما كثر فيه البلغم وأمراضه. قلنا: ليس كذلك، وذلك (255) لأن البلغم وإن كان تولده في باقي الفصول PageVW2P022B كثيرا إلا أنه يعرض من سبب آخر (256) وهو غليان يحيله إلى طبيعة (257) المرار، وفي الشتاء يبقى على حاله فيكثر وإن كان تولده أقل. وربما ظن أن في هذا تكرار (258)، وليس كذلك، فإن الأول بين (259) فيه زيادة سخونة الأجواف وكثرة الغذاء للأمن من فساده، وههنا بين زيادة سخونة الأبدان جملة وكثرة الغذاء للحاجة إليه. فإن قيل: ينبغي أن يكون الغذاء في الشتاء والربيع أقل، لأن التحلل فيهما أقل. قلنا (260): التحلل وإن سلمنا أنه أقل، إلا أن قلة الدم بسبب تكاثفه بالبرد الخارجي يزيد على قلته بسبب تحليل الصيف. قوله: "والدليل على ذلك أمر الأسنان والصريعين (261)". الغرض بذلك الاستدلال على أن كثرة الحار الغريزي في البدن توجب الحاجة إلى زيادة الغذاء.
[aphorism]
قال أبقراط (262): الأغذية الرطبة توافق جميع المحمومين، لا سيما PageVW0P021A الصبيان وغيرهم ممن قد (263) اعتاد أن يغتذي بالأغذية الرطبة.
[commentary]
الشرح (264): الأغذية الرطبة هي السريعة PageVW2P023A الاستحالة إلى الخلط الذي يرطب البدن بالتغذية، وهو الدم، ويفيد البدن والدم رطوبة أكثر. وهذه هي الأغذية التفهة المائية، كمرقة اللحم وأمراق الفراريج، ودون ذلك ماء الشعير. وهذه توافق جميع المحمومين، لترطيبها المتدارك لتجفيف الحمى ولخلوها عن الكيفيات الضارة كما قد يكون من الحميات كالسعال واعتقال البطن وما أشبه ذلك. والمرطوبون أولى بالانتفاع PageVW1P013A بهذه الأغذية، لأن التحلل بالحمى يكون فيهم أزيد؛ لزيادة قبول الرطوبة للتحليل، سواء كانوا (265) كذلك بالسن كالصبيان، أو بالصنف كالنساء، أو بالعادة كالذين اعتادوا لتناول (266) الأغذية الرطبة.
[aphorism]
قال أبقراط (267): وينبغي أن يعطى بعض المرضى غذاءهم في مرة واحدة، وبعضهم في مرتين، ويجعل ما يعطون منه وأكثر وأقل (268)، وبعضهم قليلا قليلا؛ وينبغي أن يعطى الوقت الحاضر من أوقات السنة (269) حظه من هذا والعادة والسن.
[commentary]
صفحه نامشخص