شرح فصول أبقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرها
[aphorism]
قال أبقراط (246): العرق البارد إذا كان مع حمى حادة، دل على الموت؛ وإذا كان مع حمى هادئة، دل على طول من المرض.
[commentary]
الشرح (247): الحمى الهادئة لا يمتنع (248) أن تكون مادتها باردة بالطبع، وفي الأكثر إنما يكون المندفع في المرض من المادة التي منها المرض، والمادة الباردة عسرة الانفعال [C5DK4 102a] والاندفاع، فلذلك إذا كان العرق في الحمى الهادئة باردا دل على طوله، لدلالته على برد مادته. وأما الحميات الحادة فلا يمكن أن يكون ذلك من مادتها، PageVW2P092B فإما أن يكون من الرطوبات الغريزية أو غيرها، وأيهما كان دل على الموت. أما PageVW1P052B إن كان من الرطوبات الغريزية، فلأنه إنما يكون إذا تخلت الطبيعة عنها فبردت وسالت من ذاتها، كما يعرض عند الغشي. وأما إن كان من رطوبات (249) أخرى، فلأن الرطوبة لم تبق على بردها إلا والحرارة العفونية (250) في غير موضعها، وإنما يكون ذلك بأن تكون الحرارة العفونية (251) بقرب القلب، وظاهر البدن غير شديد التسخين (252)، وذلك إنما يكون لعجز الطبيعة عن دفع المادة المسخنة عن نواحي القلب، وظاهر (253) أن ذلك يلزمه الموت في أكثر الأمر.
[aphorism]
قال أبقراط (254): PageVW0P102B وحيث كان العرق من البدن، فهو يدل على أن المرض في ذلك الموضع.
[commentary]
الشرح (255): فرق بين أن يقال: "إذا عرض في مواضع (256) عرق" وبين أن يقال: "حيث كان العرق من البدن" فإن الثاني يشعر بأن العرق لم يكن إلا في ذلك الموضع. وحيث أطلق لفظ العرق، فالمراد غير البارد، فيخرج بذلك عرق PageVW2P093A الجبين وما يشبهه، الذي يكون بسقوط (257) القوة. ولا شك أن العرق إذا اختص بموضع، وكانت نسبة أجزاء البدن إلى الأشياء الخارجة واحدة، فذلك لأمر بدني، وإلا لم يختص، وإنما يكون كذلك إذا كانت المواد في ذلك الموضع أكثر. وقد بينا ما يندفع من (258) الرطوبات في حال المرض، ففي الغالب يكون ذلك من مادة المرض، فمادة المرض إذا كانت (259) في ذلك العضو أكثر، فيكون المرض فيه أقوى وأشد، ولا معنى لكون المرض في ذلك الموضع PageVW0P103A إلا هذا.
صفحه نامشخص