شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرها
في قوله «بمقدار ما تبقى قوة المريض عليه». * هذا فيه (748) إشارة إلى معرفة القانون في تقدير الانخطاط عن التغليظ. وذلك بمقدار ما تبقى معه قوة العليل. فإنا لا ينبغي لنا أن نجعل التلطيف في جميع منتهى الأمراض على وتيرة واحدة. بل نجعل ذلك بحسب احتمال القوة لمقاومة المرض * وثباتها (749) لذلك. وإلا فقد نستعمل الغذاء في وقت المنتهى نفسه لما ذكرنا.
البحث السادس
في قوله «وينبغي أن يمنع من الغذاء في وقت منتهى المرض فإن الزيادة فيه مضرة» لقائل أن يقول: هذا الكلام ليس بمستقيم فإن كون الزيادة في الغذاء مضرة لا يوجب المنع من الغذاء أصلأ. واعلم أن الإذهان * في تأويل هذا قد اختلفت (750) . فإنه يحتمل أن يقال إن الضمير في قوله «فإن الزيادة فيه مضرة» يجوز أن يكون الضمير في الهاء * عائدا (751) إلى المرض. ويكون تقدير الكلام فإن الزيادة في * المرض بالغذاء (752) مضرة. وهذا القدر وإن كان حاصلأ في جميع زمان المرض غير أنه في المنتهى أبلغ في المضرة لما ذكرنا من أمر هذا الوقت. ويحتمل أن يقال إنه عائد إلى الغذاء الزائد عما يجب في وقت المنتهى فإن الزيادة فيه مضرة. وهذا القدر * أيضا (753) وإن كان * حاصلأ (754) في جميع أوقات المرض غير * أنه في (755) المنتهى أشد ضررا لما قلنا. ويحتمل أن * يقال إن الضمير في ذلك (756) عائد إلى ما انتهى * الحال فيه إلى (757) تلطيف التدبير بحسب ما يقتضيه حال المرض والمريض بقرب المنتهى مضرة. ويحتمل أن يقال إنه عائد إلى الغذاء إذا * قصدت (758) إلى استعماله في وقت المنتهى. فإنه وإن كان يزيد * في (759) القوة، * فهو (760) يزيد في المرض * أيضا (761) . ففيه المضرة من هذا الوجه. ويحتمل أن يقال إنه عائد إلى زيادة البدن من كيموس الغذاء. فإن ذلك مضر من حيث أنه يثقل القوة. * وهذه (762) التأويلات كلها صحيحة، فإن كلام أبفراط يحتمل لها.
البحث السابع
لقائل أن يقول: أن هاهنا * اعتراضان (763) . أحدهما PageVW1P055A أنه قال فيما مضى * وإذا (764) بلغ المرض منتهاه، فعند ذلك يجب ضرورة أن يستعمل * فيه (765) التدبير الذي هو في الغاية * القصوى (766) من اللطافة. وذلك كماء الشعير الرقيق والجلاب على ما قيل. وهاهنا * يجب (767) منع الغذاء بالكلية * إذ قال (768) «وينبغي أن يمنع من الغذاء في وقت منتهى المرض». وثانيهما قوله هاهنا «والذين يأتي منتهى مرضهم بديا فينبغي أن يدبروا بالتدبير اللطيف بديا» يناقص قوله فيما مضى «وإذا كان المرض حادا جدا، فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى يأتي فيه بديا. فيجب ضرورة أن يستعمل فيه التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة». وقد علمت أن الأوجاع التي هي الأعراض تكون في المنتهى. * فمثل (769) هذه * حينئذ (770) يأتي المنتهى فيها PageVW5P018B بديا. وعند هذا يقول قد أمر في هذا الفصل باستعمال التدبير اللطيف بديا في الأمراض التي يأتي المنتهى بديا فيها. وفي الفصل الآخر قد أمر أن يستعمل فيها التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة والتدبير اللطيف غير اللطيف في الغاية القصوى. والجواب عن الأول * لنا فيه (771) وجوه. منها أن نقول: إن كان الضمير في قوله «فإن الزيادة فيه مضرة» عائدا إلى الغذاء الزائد على ما يجب، لم * يرد الأعتراض (772) لأنه يكون هناك قد أمر بالغذاء الذي في الغاية * القصوى (773) وهاهنا منع من الغذاء الزائد * عن (774) المقدار الواجب. ولا * منافاة (775) بين الكلامين. ومنها أن نقول: إن الكلام * هاهنا (776) بحسب مقتضى القوة وفيما مضى بحسب مقتضى المرض. ولا منافاة بين أن يكون مقتضى القوة عدم الغذاء ومقتضى المرض أن يكون فيه غذاء، لكن لا في الغاية القصوى من اللطافة. فإن لنا من الأمراض ما * منتهاه (777) متأخر كالمزمنة. فمثل هذه الواجب أن يكون التدبير في منتهاها بما ذكرنا. ومنها أن يقول * فمن (778) الناس من فهم * من (779) قوله «التدبير الذي في الغاية * القصوى» (780) ترك الغذاء. وذلك هو المنع منه. والجواب عن الثاني أن مراده بقوله «والذين يأتي منتهى مرضهم بديا» أي * أن (781) من يأتي * في مرضه (782) مبادئ المنتهى ومقدماته بديا، فيدبر بالتدبير اللطيف بديا. والمرض الحاد جدا * هو الذي يأتي فيه (783) المنتهى بكماله في مبادئه. ولهذا قال «وإذا كان المرض حادا جدا فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى يأتي فيه بديا». ومراده بذلك نهاية المنتهى، فإن غاية الأوجاع تكون فيه. ولهذا أمر * في هذا الوقت بالتدبير الذي (784) في الغاية القصوى من اللطافة. فظهر مما ذكرنا أن التدبيرين المتقابلين * المذكورين (785) الذين أمر بهما في المرض الواحد إنما كان اعتبار حالتين لا باعتبار حالة واحدة. فاندفعت المناقضة. والله * أعلم (786) .
11
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا كان للحمى * أدوار (787) ، فامنع من الغذاء في أوقات نوائبها.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث ثمانية.
صفحه نامشخص