94

[aphorism]

قال أبقراط: من يتوقع أن يخرج به خراج في شيء من مفاصله فقد يتخلص من ذلك الخراج ببول PageVW1P061B كثير غليظ أبيض يبوله، كما قد يبتدئ في اليوم الرابع في بعض من به حمى معها إعياء، فإن رعف كان انقضاء مرضه مع ذلك سريعا جدا.

[commentary]

قال عبد اللطيف: قوله: "من يتوقع أن يخرج به خراج في شيء من مفاصله" أي من ظهرت به علامات (381) الخراج PageVW2P085A وهو الإعياء في المفاصل من غير سبب، وطول المرض، وغلظ مادته، وعدم استفراغ قوي وبين، فمن ظهرت به هذه العلامات فإنه ممن (382) يتوقع أن يخرج به خراج في مفاصله إلا أن يبول بولا كثيرا غليظا أبيض، فإن ذلك هو مادة الخراج أماعت وانحدرت إلى الكلى والمثانة واستفرغت من هناك. وقوله: "كما (383) يبتدئ في اليوم الرابع في بعض من به حمى معها إعياء" معناه (384) كما PageVW3P081B قد يبتديء البول الغليظ الأبيض في بعض من به حمى * إعياء، أي من كان به حمى (385) معها إعياء من غير سبب، فإنه يتوقع أن يخرج به خراج في مفاصله، فإن بال بولا كثيرا غليظا (386) أبيض، تخلص من ذلك (387) الخراج وأمن حدوثه. وقوله: "فإن رعف كان انقضاء مرضه سريعا جدا" أي إن رعف انقضى مرضه، وأمن خروج الخراج أكثر مما يكون ذلك مع البول الغزير (388) الغليظ الأبيض، لأن استفراغ المادة بالبول إنما يكون في أيام PageVW0P071B عدة، وأما استفراغها بالرعاف فعلى الفور، وإنما تستفرغ بالرعاف إذا كان معها حرارة تصعدها؛ وكذا الخراج الذي يظهر في أصل الأذنين وفي الأعالي. وإن كانت المادة غليظة، ثقيلة، قليلة الحراة، رسبت في أسفل البدن، واستفرغت بالبول أو بالخراج.

[فصل رقم 185]

[aphorism]

قال أبقراط: من كان يبول دما وقيحا (389)، فإن ذلك يدل على أن به قرحة في كلاه أو في مثانته.

[commentary]

قال عبد اللطيف: متى كانت القرحة في الكلى والمثانة، وكانت في موضع عرق (390) له قدر، تبعه بول دم (391)، لاسيما (392) إن كان مع تآكل؛ فإن لم تكن القرحة في موضع عرق ولا مع تآكل، تبعه بول المدة وحدها. وقد تكون (393) القرحة في أحد مجاري البول فيتبعه بول دم وقيح، وذلك فيما بين الكلى والمثانة. وأما أكثر ما تعرض القرحة لمن يتولد في كلاه حصاة محددة أو خشنة (394) ثم لحجت حتى سحجت. وأما PageVW2P085B القرحة الكائنة في نفس الإحليل فيتبعها خروج دم وقيح من غير بول، وقد تنفجر قرحة في موضع أعلى من الكلى فيتبعها بول مدة فقط؛ فلذلك اختار (395) قوم أن يقرءوه بالواو فيقولون (396): دما وقيحا. لكن قوله: من كان يبول دما أو قيحا، يدل هذا اللفظ على الاستمرار وطول الزمان، بخلاف قول القائل: من بال دما أو قيحا، لأن هذا اللفظ يدل على أنه يبول ذلك مرة أو مرات معدودة، ومتى كان ذلك قليلا وفي زمان قصير دل على أن القرحة في البدن غير الكلى PageVW1P062A والمثانة، * فإن دام ذلك زمانا طويلا دل على أن (397) القرحة في الكلى والمثانة (398) ومجاري البول. ويمكن أن يستدل على موضع القرحة، هل (399) هي في الكلى أو في المثانة PageVW3P082A أو في المجاري (400) بينهما بموضع الوجع، وبالأشياء التي تخرج مع البول.

[فصل رقم 186]

صفحه نامشخص