قال أبقراط: العرق الكثير الذي يجري دائما، حارا كان أو باردا؛ فالبارد منه يدل على أن المرض أعظم، والحار منه يدل على أن المرض أخف.
[commentary]
قال عبد اللطيف: قوله: "العرق الكثير الذي يجري دائما" يريد به الجاري في جميع مدة المرض أو أكثرها، لا الذي يظهر في أيام البحران، فإن ذلك قد تكلم عليه في فصل سابق. وأما هذا العرق الكثير الذي يجري دائما في غير أيام البحران، فإنه يدل على كثرة الأخلاط وغلبة الامتلاء، PageVW2P076B لكن البارد منه أردأ لأنه يدل على أن تلك الأخلاط باردة، والبارد أبطأ نضجا. فأما العرق الحار فيدل على حرارة المادة، والحار أقبل للنضج. وإنما صار العرق يدل على كيفية المادة (203) لأنه PageVW3P074A جزء منها تحلل وخرج في مسام الجسد (204).
[فصل رقم 153]
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت الحمى غير مفارقة، ثم كانت تشتد غبا، فهي أعظم خطرا. وإذا كانت الحمى تفارق على أي وجه كان فهي تدل على أنه لا خطر فيها.
[commentary]
قال عبد اللطيف: الحمى المفارقة هي ذات النوائب التي ينقى فيها البدن نقاء تاما وذلك (205) النقاء بين (206) النوبتين، والتي لا تفارق هي التي لا ينقى منها البدن بعد انقضاء النوبة، أو لا ينقى نقاء تاما، فإن كانت الحمى تشتد غبا ولا ينقي منها البدن أي لا تفارق مفارقة PageVW0P064B تامة، دل على ورم أو على عفن خبيث، فلذلك كانت أعظم خطرا. فإن كانت تفارق وينقي منها البدن، فهي تدل على السلامة أو على أنه لا خطر فيها. وقوله: "لا خطر فيها" أعم من قولنا يدل على السلامة، وذلك أن التي ينقى فيها (207) البدن قد يكون أخذها اثنتى (208) عشرة ساعة وأكثر وأقل. فإن كان أقل دل على السلامة، وإن كان أكثر دل على أنه لا خطر فيها، وهذا معنى قوله: "على أي وجه كان"، أي على أي (209) وجه كان فراقها (210)، يعني سواء كانت طويلة أو قصيرة، أو كانت شديدة صعبة فإنها سليمة أو (211) لا خطر فيها.
[فصل رقم 154]
[aphorism]
صفحه نامشخص