64

قال أبقراط: إذا سقيت إنسانا خربقا، فليكن قصدك لتحريك بدنه أكثر، ولتنويمه وتسكينه أقل؛ وقد يدل ركوب السفن على أن الحركة تثور البدن.

[commentary]

قال عبد اللطيف: إن الدواء يحرك البدن ويزعجه، ولذلك يهيج به القيء والإسهال (49)، والحركة - أيضا - من خارج مما يعين على ذلك، وإذا كانت عنيفة كفت في إثارة القيء، ولاسيما إن كانت غير معتادة ولا طبيعية كالركض بالخيل وركوب الجمال PageVW1P051A لمن لم يعتد ذلك، وكركوب السفن فإنه يفعل ذلك كثيرا وبقوة لمن لم يعتده لأنها حركة غير طبيعية. ولركوب البحر خاصية (50) في القيء والصداع والسدر (51)، وهو المسمى الميد ما لا يفعله ركوب الأنهار. وأرى أن للبحر الملح (52) حركة خاصة (53) ليست للأنهار الجارية ولا للبطائح والبرك. وكلما كانت الطبيعة أبعد عن المعتاد، كانت (54) إثارتها للأخلاط وتحريكها للقيء والغثيان أكثر وأسرع، فالسكون (55) والنوم مما يقوي الطبيعة، ويقر الأخلاط على حالتها، ويضاد فعل الدواء ويقاومه ويضعفه، وأما الحركة فمعينه (56) للدواء، ومثيرة للأخلاط.

[فصل رقم 125]

[aphorism]

قال أبقراط: إذا أردت أن يكون استفراغ الخربق أكثر، فحرك البدن، وإذا أردت أن تسكنه فنوم الشارب له ولا تحركه.

[commentary]

قال عبد اللطيف: أخبر في الفصل السابق كيف يهيأ بدن شارب الخربق للاستفراغ به، وأخبر في هذا الفصل كيف يسكن الاستفراغ إذا أفرط، وكيف يقطع ويقلل ذلك (57) بالتسكين. وأبلغ من التسكين النوم؛ لأن PageVW3P068A الحركات النفسانية وسائر الحواس تهدأ معه.

[فصل رقم 126]

[aphorism]

صفحه نامشخص