قال المفسر: هذا فصل (670) يتضمن (671) قانون عظيم من قوانين العلاج، ولم يبلغ جالينوس في شرحه ما ينبغي، ومعنى هذا أنه إذا دلتك العلامات أنه مثلا ينبغي أن تسخن فداومت التسخين فلم يبرأ المريض فلا ينبغي لك أن تنتقل للتبريد (672) بل تدوم على التسخين طالما (673) ترى الأمور الدالة على استعمال التسخين ثابتة (674)، وهو معنى قوله: A "ما دام ما رأيته منذ أول الأمر ثابتا". هذا معنى قوله يعني (675) أن لا تنتقل عن نوع التدبير، لكن ينبغي ضرورة أن تنتقل من دواء مسخن إلى دواء آخر مسخن، وتنقلب في الأدوية المفردة والمركبة التي هي كلها مسخنة، لأن متى ألف الجسم دواء واحدا دائما فيقل تأثيره (676) له. وأيضا أن في اختلاف أنواع الأدوية التي كيفيتها واحدة موافقة عظيمة لمزاج شخص شخص ولمزاج عضو عضو ولأعراض مرض مرض (677)، فهذا (678) أصل عظيم من أسرار (679) العلاج، وهذا النحو بعينه ينحى (680) في التغذية وفي أنواع ما يستفرغ به الخلط الممرض، أو في تحليل أو تلطيف أو إنضاج أو تغليظ مادة أو تقبيض، داوم أبدا (681) نوع التدبير الذي دلت عليه الدلائل الثابتة وانقلب في أنواع الأدوية والأغذية (682) التي هي (683) كلها من قبيل واحد، فافهم هذا.
(٥٣)
[aphorism]
(684) قال أبقراط: من كانت بطنه لينة * فإنه ما دام شابا فهو أحسن حالا ممن بطنه يابسة ثم يؤول حاله عند الشيخوخة إلى أن يصير أردأ، وذلك أن بطنه تجف إذا شاخ على الأمر الأكثر (685).
[commentary]
صفحه ۳۷